سعد بن عبدالقادر القويعي
لا تزال وسائل الإعلام الإيرانية تسلط الضوء بطريقة عدائية، ومخالفة الحقائق بشكل فاضح على المشروع التطويري، والتنموي لوسط بلدة العوامية، وذلك باستخدام عبارات تحريضية مسيئة على معدات أمانة المنطقة الشرقية الإنشائية، مثل: فرض حصار، وهجوم مباغت، وتدمير العوامية. وعمدت إلى التهويل، والمبالغة في عرض الأخبار؛ بهدف توجيه الرأي العام لمنحى آخر؛ ضارباً بكل القيم، والأعراف المهنية، والأخلاقية عرض الحائط، والعمل على بث ما يدعم توجهها السياسي، والإيديولوجي بشكل رئيس.
الغاية السياسية، والإعلامية التي ينشدها ملالي إيران تبرر الوسيلة، - ولذا - فإن المتابع يلحظ كيف أن الإعلام الموجه الذي تديره الحكومة الإيرانية - من قبل أعلى المستويات الرسمية -، والذي يحاول تصدير الثورة، لا تقل ضراوة عن الحرب التي تمارس على أرض الواقع في المنطقة؛ كونه يعتمد على تصدير ثورتها الخمينية إلى الخارج بكل الوسائل المتاحة، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، أن جعلت الإعلام من أولى اهتماماتها؛ لتصب نتائجها فيما يخدم مصالحها؛ وليصبح الترغيب، والترهيب هو السائد وفق أجندتها.
لا يتورع الإعلام الإيراني، ومن يدور في فلكه عن الكذب، والتضليل، والتدليس؛ للترويج، والدعاية لكل ما تبثه؛ بهدف توجيه رسالة سياسية معينة، بصرف النظر عن تدني ما يعرضه؛ من أجل إقناع الجمهور بمواقفها السياسية، والفكرية، بل والإيديولوجية، وبث أطروحاته الترويجية لأجندات الفكر الصفوي؛ حتى لو وصل المسلك بهم إلى احتقار متابعيه، والاستخفاف بعقولهم؛ ولأن الإعلام هو وعاء السياسة، وذراع القوة العسكرية، فإن الإعلام الإيراني يتبع نظرية «جوبلز الإعلامية» في صناعة الكذب، وترديده، - وبالتالي - فإن حربنا مع النظام الإيراني ليست مسألة فهم من عدمه، وإنما المسألة مسألة كذب؛ لتحقيق مآربهم السيئة، وأغراضهم الخبيثة.
واقع الحال يؤكّد على أن المتلقي - اليوم - بات بدوره يتعامل مع الخطاب الإعلامي الإيراني بشيء من السخرية، والتهكم، بعد أن تشكّلت لديه حصانة من كل التأثيرات السلبية للخطاب الإيراني؛ لأنّه يتعامل معها من منطلق الإعلام المعادي، وذلك في ظل التدفق المعلوماتي الهائل الذي توفره التقنيات الحديثة، وكشف حقيقة الأحداث، والوقائع لحظة حدوثها، وذلك في زمن إعلامي مفتوح على الحقائق؛ الأمر الذي يعني بوضوح حجم العزلة الكبيرة التي باتت إيران تضيق بها، بل وجعلها تعيش حالة من التخبط، والانهيار القيمي، والأخلاقي في سياساتها.