قاسم حول
* ينعقد مهرجان كان السينمائي في دورته السبعين لعام 2017 في مدينة كان الفرنسية بين السابع عشر من شهر مايو -آيار وحتى الثامن والعشرين منه. وسوف يترأس لجنة التحكيم لهذه الدورة المخرج الإسباني «بيدرو المودوبار» وستكون مقدمة الافتتاح والختام الممثلة الإيطالية «مونيكا بيلوتشي».
* تأسس مهرجان كان السينمائي وعنوانه «FESTIVAL DE CANNES» عام 1946 ويمنح جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم ومركز إقامة المهرجان هو «قصر المهرجانات» في شارع «لاكروازييت» على ساحل خليج كان.
* تصنع السعفة الذهبية للمهرجان ومنذ عشرين عاما في سويسرا وتعتبر من التحف التي تنتجها سويسرا في مصانع الساعات التي تنتجها شركة «شوبارد» ويستغرق العمل في نحت سعفة مهرجان كان السينمائي أربعين ساعة من قبل صناع ماهرين في هذه الشركة، ولذا فإن السعفة الذهبية تكتسب أهمية فنية حرفية إضافة إلى إرتباطها بأجمل الأفلام يحاكمها كبار مخرجي ونقاد السينما في العالم.
* يفتتح المهرجان بفيلم «أشباح إسماعيل» للمخرج «ارنو ديسبلشين».
* ركزت الأفلام المتنافسة على القضايا الملحة في العالم وفي المقدمة منها البيئة وقضايا اللاجئين من خلال رؤى المخرجين الروائيين وكتاب السيناريو الذين شغلتهم على ما يبدو القضايا الإنسانية العاجلة التي تشغل العالم على خلاف الدورات السابقة التي لم تأخذ إنشغالات العالم بعين الإعتبار بل كانت الأفلام تنتج عن الأعمال الأدبية والقضايا الوجودية والوجدانية في العالم.
* للمرأة في دورة المهرجان التي تحمل الرقم سبعين، أو ما يطلق عليه «نسخة المهرجان» حضور متميز سواء كان في ملصق المهرجان الذي توج بصورة للإيطالية «كلوديا كاردينالي» أو بالأفلام التي تخرجها نساء من أنحاء العالم. فالنجمة العالمية «كريستين ستيوارت» ستشارك في فيلم قصير «come swim» وهي ممثلة اعتادت التألق في أفلام روائية طويلة. كما ستتنافس على المسابقة أثنا عشر فيلما من إخراج مخرجات من أنحاء العالم، وستشارك المخرجة الأمريكية «صوفيا كوبولا» بفيلم «الغاضب» وكانت القصة قد أخرجت للسينما في العام 1971 من أخراج «دوت سيغل» فيلم الغاضب يصور حقبة الحرب الأهلية الأمريكية . وتتألق فيه الممثلة الإسترالية «نيكول كيدمان» .
* تتنافس ثمانية عشر فيلماً على السعفة الذهبية من بين مائة وثلاثين فيلما سوف تشارك في المهرجان. والأفلام المشاركة خارج المسابقة ستكتسب أهمية تجارية كونها مشاركة في مهرجان كان السينمائي سواء كانت في المسابقة وحازت السعفة الذهبية أو لمجرد عرضها على الجمهور فإنها تحظى بجمهور عشاق السينما في العالم.
* الحضور العربي يتمثل في فيلمين من أفلام البلدان المغاربية وهما تونس والجزائر. فهناك فئة من مستويات المهرجان يطلق عليها «نظرة ما» فتندرج ضمن هذه العلبة ما من مستويات المهرجان. فلقد اختير الفيلم الجزائري الروائي الطويل «في إنتظار الوقت» للمخرج الجزائري «كريم موساوي» للعرض ضمن هذه الفئة من أفلام «نظرة ما» أي الأفلام التي تكتسب أهمية سواء كانت الأهمية فكرية أو فنية جمالية. كما إختير فيلم المخرجة التونسية «كوثر بن هنية المعنون «الجمال والكلب» ضمن فئة «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي في دورته السبعين.
* إذا ما إستثنينا الأوسكار العالمي وهو أهم تقليد سينمائي تنتقى فيه الأفلام المعروضة في دول العالم وهو حصيلة مشاهدة منتسبي «أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة» فتمنح الأوسكارات لأحسن فيلم وأحسن ممثل وأحسن مدير تصوير وأحسن دور قصير. وتتنوع المستويات لمنح الأوسكار الذي يحلم بالحصول عليه كل فناني العالم سوى «مارلون براندو» الذي رفض تسلم الأوسكار حين منح له وذلك أحتجاجا على إضظهاد قومه «الهنود الحمر» لدرجة الإنقراض. إذا ما استثنينا هذا النجم المتألق فإن كل فناني العالم يطمحون بالأوسكار. وهو لا يندرج ضمن مفهوم المهرجانات السينمائية. يأتي مهرجان كان السينمائي بالتسلسل الثالث في ميلاده كمهرجان دولي يكتسب أهمية ثقافية عالية المستوى. المهرجان الأول هو «مهرجان فينيسيا» في إيطاليا. المهرجان الثاني هو «مهرجان برلين» في ألمانيا. المهرجان الثالث هو «مهرجان كان» في فرنسا.
* «يهدف مهرجان كان السينمائي إلى تشجيع تطور الفن السينمائي بكل أشكاله وإنشاء روح تعاونية بين البلدان المنتجة للأفلام والمحافظة عليها من النظام الداخلي الصادر عام 1948» وكان مهرجان كان السينمائي قد تأسس بمبادرة من وزير التعليم العام والفنون الجميلة في فرنسا «جون زاي» وذلك عام 1939 وكان مقررا إفتتاحه برئاسة مخترع السينما «لوي لوميير» ولكن الدورة الأولى للمهرجان تأخرت حتى العام 1946 بسبب الحرب العالمية الثانية.
* لم يتوقف المهرجان في تسلسل دوراته سوى مرتين الأولى في عام 1948 والثانية في عام 1950 وبعدها انتظمت الدورات أو ما يطلق عليه نسخ المهرجان في شهر مايو - أيار من كل عام.
* سوف تزدهر مدينة كان الفرنسية بنجوم السينما من كل أنحاء العالم للفترة من السابع عشر حتى الثامن والعشرين من شهر مايو عام 2017 فمن سيصعد المسرح في نهاية المهرجان لكي يقطف السعفة الذهبية التي نحتتها أيدي الصناع المهرة في سويسرا؟!