في العام الماضي صدرت لائحة منظمة للأندية الأدبية، هذه اللائحة عززت ثقافة الإقصاء داخل هذه الأندية وصادرت العدالة والموضوعية كمتطلبين بدهيين للإبداع والإنتاج. تحديدًا في المادة التاسعة من هذه اللائحه التي نصت في فقرتها الأولى على حق العضو المشارك في حضور جلسات الجمعية العمومية والمشاركة في حواراتها دون حق التصويت على قرارتها، او حق الترشح والانتخاب.
وهذه الفقرة هي استدراك واستدراج وترسيخ لعملية التمييز التي مارستها اللائحة قبلاً وذلك عندما قسمت الأعضاء إلى قسمين، عضو عامل وعضو مشارك، الأول هو صاحب الدار الذي يستأثر بكل شيء فيما الآخرون مجرد كمالة عدد.
هذه اللائحة شكلها الاقصائيون الذين استمرأوا الحضور الدائم في هذه الأندية والاستفادة من امتيازات ذلك الحضور، وهذا خلق نسقًا واحدًا من الثقافة التقليدية التي تقوم على منتج إبداعي واحد وثابت لم يتغير بتغير الزمان وتبدل وجوه أناسه.
شخصيًا أشجب هذه اللائحه وأرى فيها أبعادًا استعلائية يمارسها صناديد العمل الثقافي في بلادنا، فانديننا أصبحت تكايا لأسماء ما زالت تعطي نفس المنتج الثقافي وإن تغير فهو تغير شكلي لأن المضامين التي في الرؤوس واحدة لم ولن تتغير.
العضو المشارك في هذه الأندية مجرد شاهد شكلي على تنوع مزعوم هو في الأساس عملية إقصاء ممنهجة تقوم على ترسيخ نوع من الثقافة سئمناه والمجتمع لا يتجاهله فقط، بل لا يتعاطاه أصلاً إلا على شكل خبر في صحيفة أو رسالة واتسية تذكر بحدثه زمانًا ومكانًا.
ما يجري في الأندية الأدبية هو تمييز ثقافي متعنصر للحرس القديم ومن والاه واستن بسنته واهتدى بهديه، شاهد ذلك هم المستضعفون من بعض أعضائه والمعروفون تمييزًا وإقصاء بالأعضاء المشاركين، هؤلاء الأعضاء تجمعهم مع الآخرين الأماكن والأزمان والهم إذا جاز التعبير ولكنهم محدودي الأثر والتأثير، كالبدون لا هوية لهم مجرد رقم عابر يضاف إلى اضبارات وزارات التنمية والإسكان عند أي مسح لتعداد البشر.
الأندية الأدبية تحتاج إلى إعادة تقييم وأعضاؤها النافذون آن أوان ترجلهم عن صهوة الكراسي الوثيرة، والدفع بأسماء جديدة تحمل فكرًا نيرًا مختلفًا عن سياقات التقليدية والمنهجبة التي أسسها سدنة الثقافة التقليديون في بلادنا، حتى الديموقراطية وعبر أهم أدواتها وهي الانتخاب صودرت من هذه الأندية وأصبحت محظورًا ينبغي تجنبه في مشهد يؤكد أن هذه الأندية تدار بعقليات متحجرة متصلبة لا تؤمن إلا بمشروعها وشخوصها وطريقة عملها.
- علي المطوع