هالة الناصر
قبل عدة أشهر تحدثت إحدى الزميلات الصحفيات أثناء احتفاء أعضاء هيئة الصحفيين السعوديين بوفد زائر، ولم يعجب كلامها بعض منسوبي الصحف الإليكترونية، نظراً لأنها تحدثت عن دور الصحافة السعودية ونجاحاتها طوال عقود من الزمن، ولم تثن على الصحف الإليكترونية الثناء الذي يبدو أنّ بعض الزملاء من الصحافة الإليكترونية كانوا ينتظرونه، لأنّ أغلبهم -ولا أقول جميعهم- أتوا إلى الصحافة من طرق لا علاقة لها بالصحافة أهمها الطرق التكنولوجية، حيث إن أجادتهم للتعامل مع لوحات تحكم الصحف الإليكترونية منحتهم الحق في إدارتها تحريرياً، مثلهم مثل الآلاف من مدرسي اللغة العربية الذين انتشروا مثل النار في الهشيم في الصحافة السعودية من باب إجادة الصياغة اللغوية وليس إجادة مهنة الصحافة، فتدرجوا من قسم الصياغة حتى احتلوا مناصب تحريرية بالتقادم، مما تسبب في تدني المعيار المهني في كثير من الصحف، أعضاء الصحف الإليكترونية يعتقد أغلبهم بأنّ لهم الحق في الدخول كأعضاء في هيئة الصحفيين لأنه يسمي نفسه صحفياً، وهو حق مشروع، لأنّ وسائل التواصل الاجتماعي منحت جميع من يستخدمها من سكان الكرة الأرضية لقب صحفي، كونه يستخدم وسيلة تواصل ونشر، لكن هذا لا يمنح المواطن الصحفي الحق بالترشح لانتخابات هيئة الصحفيين حتى لو كان يملك لقباً صحفياً، والصحفي الإليكتروني يملك لقب صحفي حاله حال أي إنسان على ظهر الكوكب، لكنه لقب غير كاف لانضمامه لعضوية هيئة الصحفيين (الحقيقيين)، الصحف الإليكترونية السعودية تستمد أغلب موادها من الصحف الورقية، كل الحكاية أن يصحى أحد منسوبيها مبكراً ليجوب مواقع الصحف الورقية وينشرها في موقع صحيفته الإليكترونية، حتى أنّ بعض الصحف الورقية فكرت برفع قضايا ضد تلك التي تسمي نفسها صحفاً إليكترونية وتسرق أخبارها ومقالاتها، حتى أن بعضها ينشر أخبار الصحيفة الورقية ولا يذكرها كمصدر للخبر، الأدهى والأمر أشهر هذه الصحف الإليكترونية لا تنشر صور النساء، ولا تنشر أخبار الفن، وهذا خرق واضح وصريح لمهنة الصحافة وضد رسالتها السامية في نشر التسامح والدين الوسطي، ما تفعله أشهر صحيفة إليكترونية وبعض من يقلدها، هو دعم للفكر المتطرف وضد بنود الانضمام لأي هيئة صحفية تحترم نفسها!