سلمان بن محمد العُمري
خطوة ممتازة للإدارة العامة للمرور وإن جاءت متأخّرة، بإعلانها تنفيذ اشتراط التسجيل في أبشر لشراء أو استئجار السيارات، وذلك وفق ما ذكرته الإدارة العامة للمرور في بيانٍ لها عبر تويتر: «حرصاً على حماية تعاملاتك الإلكترونية، قريباً سيتطلب وجود حساب لك في أبشر لإرسال رمز تحقق إلى جوالك الموثق كشرط لشراء أو استئجار مركبة».
ولا شك أنّ هذه الخطوة الحسنة ستسهم - بإذن الله - في الحد من الجرائم التي يرتكبها المجرمون عند تنفيذ مخططاتهم الشيطانية.
وبهذه المناسبة سأتناول قضية اجتماعية خطيرة في المجتمع وهي سرقة السيارات، حيث إننا لا نكاد نصحو من نومنا إلا ونسمع قصصاً عن سرقة السيارات سواء من أهلنا أو أصدقائنا أو من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حتى من أنفسنا، فقد نكون نحن الضحية، ولم يعد هناك محظورات أمام هؤلاء السارقين.
السرقة بحد ذاتها هي عار على الشخص ذاته وعلى مجتمعه وأسبابها متعددة وتندرج كلها تحت قائمة التربية، فالتربية الصحيحة السليمة التي ترعاها الأصول الشرعية وتعيش في الظلال الإيمانية لا يمكن أن يأتي من ورائها سرقة، والعكس صحيح، فقلة التربية أو سوؤها أو ابتعادها عن الهدف الذي يريده الإسلام الحنيف، كل ذلك لا يولد إلا الانحرافات السلوكية والتربوية ومن ضمنها السرقة، والنار تبدأ من مستصغر الشرر كما يقول المثل، فالسارق قد يبدأ ببيضة، وينتهي الأمر بأي شيء يمكن أن تتصوره أو لا تتصوره، وبالطبع السيارات ليست مستثناة من هذه المعادلة، وخصوصاً أن شوارعنا مليئة بالسيارات، ولا تجد مبنى إلا وأمامه عدد من السيارات، فالسيارة من وسائط العصر التي لا غنى عنها، ولا يمكن لك أن تأخذها معك إلى فراش نومك، ولا يمكن أن يقوم الجميع بإدخال سياراتهم إلى منازلهم فظروف الناس غير متساوية، ولذلك يسهل على السارق فعل فعلته بعيداً عن المراقبة.
لقد أصبحت سرقة السيارات ظاهرة مقلقة في مجتمعنا، وهي ظاهرة خطيرة وإجرامية يجب التعامل معها بكل حزم، ويمكن القول إن السارقين صاروا يشكلون جماعات وعصابات، ويأتون من أحياء إلى أحياء أخرى ليمارسوا مهنتهم وفق خطط جهنمية في منظورهم الشخصي، ونخشى أن تتنامى إلى ما هو أكبر من ذلك فتخرج عن نطاق السيطرة وتستعصي على العلاج!
إن هؤلاء السارقين لا يمكن تصنيفهم بالأطفال أو الصبية الجاهلين فهم الآن مجرمون محترفون، وبشكل ربما يكون منظماً، ولديهم خبرات، ويعرفون أنواع السيارات التي يمكن سرقتها بسهولة، ويتبادلون المعلومات فيما بينهم، وربما تكون نقطة الضعف الكبرى في هذه السلسلة هي العقوبات المطبقة، فإجرام بهذا الحجم يحتاج لحزم وصرامة وتطبيق كل العقوبات الممكنة واستحداث وسائل عقابية جديدة تتناسب مع هؤلاء المجرمين.
إنّ سرقة السيارات مشكلة كبيرة في تزايد على الرغم من الجهود المبذولة لمحاصرتها، إلا أنها غير كافية على الإطلاق فالمشكلة قائمة وفي تفاقم مستمر، ولا بد من وضع حد نهائي لها بشكل يشعر المواطن الكريم والضيف العزيز بالأمن والأمان، فهذه المملكة الغالية ما هي إلا ديار للأمن والأمان ولله الحمد.