شهد برنامج (رحلات ما بعد العمرة) بعد انطلاقته في شهر ربيع الأول الماضي (مع فتح موسم العمرة) إقبالاً كبيرًا من المعتمرين الراغبين في المشاركة في رحلات سياحية تنظمها لهم شركات الرحلات السياحية في عدد من المناطق والمدن خارج المدينتين المقدستين.
ويعد هذا البرنامج أحدث البرامج السياحية، وأحد أنشطة مبادرة «السعودية وجهة المسلمين» إحدى مبادرات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في برنامج التحول الوطني، التي خصص لها هذا العام من ميزانية الهيئة 2.6 مليون ريال من إجمالي التكاليف المعتمدة للمبادرة البالغ 25 مليون ريال.
وقد سبق أن أعلن سمو رئيس الهيئة عن مبادرة «السعودية وجهة المسلمين» بهدف تعزيز تجربة المعتمرين والزوار خلال زيارتهم للمملكة التي تتشرف بخدمتها للحرمين الشريفين، وتزخر بمواقع التاريخ الإسلامي لتكون الوجهة الأولى التي تستقطب المسلمين.
وخلال شهره الأول تم من خلال برنامج «سياحة ما بعد العمرة» تنظيم 35 رحلة بمشاركة أكثر من 2000 معتمر، وهو عدد سيتضاعف في الأشهر المقبلة مع دخول شركات سياحية أكثر في هذا البرنامج، إضافة إلى زيادة عدد المعتمرين وزيادة الحملات التسويقية لرحلات البرنامج.
وجاءت الطائف بمعالمها ومتاحفها وقصورها التاريخية الوجهة الأولى التي فضلها السياح من المعتمرين، كما فضل السياحة محافظة العلا ومدائن صالح بشهرتها العالمية.
وجاء إطلاق البرنامج بشكل رسمي بعد أن تم إطلاقه العام الماضي بشكل تجريبي، وبعد أن تم العمل على إنهاء عدد من الإجراءات المتعلقة بالبرنامج، ومن أبرزها تطوير النظام الإلكتروني لنقل المعتمر من مسؤولية مشغل العمرة (الشركة أو الجهة المنظمة لرحلة العمرة) إلى منظم رحلات سياحية.
وتم إعداد النظام بالتعاون مع وزارة الداخلية ووزارة الحج وشركة سجل وشركة علم، كذلك تطوير إجراءات ونماذج وتقارير النظام الإلكتروني، وتدريب مشغلي العمرة ومنظمي الرحلات المختارين على النظام، كما تم تنفيذ دراسة عن احتياجات المعتمرين من حيث نوعية ومدة وتكلفة البرامج السياحية المناسبة، وكذلك الاتفاق الأولي مع جامعة أم القرى لتطوير نظام إلكتروني للإرشاد السياحي في المواقع والمسارات المعينة للبرنامج.
كما تم تأهيل عدد من الشركات على الدخول في البرنامج، وتسجيل منظمي الرحلات الراغبين في المشاركة في البرنامج واعتمادهم من وزارة الداخلية (مركز المعلومات الوطني)، إضافة إلى تدريبهم على المسارات السياحية المتعلقة بالبرنامج، التي تشمل حتى الآن مسارات سياحية في كل من الطائف والعلا وحائل وجدة.
وفي المجال التسويقي تم إعداد خطة تسويقية موجهة للدول المستفيدة من هذا البرنامج يتم تنفيذها من خلال المعارض التي تنظمها الهيئة وبمشاركة شركات السياحة والسفر.
إطلاق رسمي للبرنامج
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد أطلق في شهر رجب من العام الماضي 1437هـ في مقر الهيئة بالرياض برنامج (رحلات ما بعد العمرة) الذي تنفذه الهيئة بالشراكة مع كل من: وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، ووزارة الحج، والمديرية العامة للجوازات، ومركز المعلومات الوطني.
وقال سموه في تصريح صحفي بعد إطلاق البرنامج: «نحن في هذا البرنامج ننفذ رؤية وتعليمات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- الذي يقود اليوم كل ما يحدث في المملكة من تحول سياسي واقتصادي واجتماعي مستقبلي إن شاء الله، وهذا البرنامج بدأت فيه الهيئة منذ سنوات وأخذ وقتًا طويلاً في التداول، وكانت هناك بعض الإجراءات التي لم تكن مهيأة مثل تحويل التأشيرات من العمرة إلى السياحة بطريقة آلية وغيرها من الإجراءات التي تم اعتمادها وتوفيرها بالتعاون والتنسيق مع الجهات المشاركة في البرنامج».
وأضاف سموه: يعد البرنامج أحد مسارات مبادرة «المملكة وجهة المسلمين» الذي تعمل الهيئة عليه بالتعاون مع عدد من الجهات، ونحن نريد أن يأتي المسلم إلى المملكة بلد الحرمين الشريفين ويجد فيها الراحة والاستقرار والاطمئنان والبهجة والسرور والمعاملة الحسنة، ولتصبح المملكة إضافة إلى كونها قبلة المسلمين، فإنه يجد فيها مطلبه بالتعرف على مواقع التاريخ الإسلامي وزيارة مناطق المملكة، والاستفادة من المعارض والمؤتمرات أو الأنشطة الاقتصادية أو التداول والتجارة بين الناس، وأن يتعرف ويعايش التنمية والأمن والاستقرار التي تنعم به هذه البلاد والحمد لله، وهي في نفس الوقت بلاد تنظر للمستقبل وتعمل له وتتطور في كل الاتجاهات، مع التزامها بحمد الله بالدين والقيم الإسلامية».
ويتمثل برنامج (رحلات ما بعد العمرة) في تنظيم رحلات لمناطق المملكة يشارك فيها المعتمر بعد أدائه العمرة ليتمكن من خلالها من التعرف بشكل صحيح على التاريخ الإسلامي، وعلى البعد الحضاري للمملكة وتاريخها ونهضتها ودورها التاريخي في خدمة الإسلام والمسلمين ويلتقي خلالها ببعض أبناء الوطن مما يسهم في تكوين روابط قوية للمسلمين مع أرض الحرمين وقبلة المسلمين.
ويستفيد من البرنامج الزوار المعتمرون والقادمون تحت تأشيرات غير العمرة مثل رحلات العمل وحضور المؤتمرات والمعارض والفعاليات الأخرى. ومواطنو دول مجلس التعاون الخليجي. والمعتمرون من الدول التي سبق اعتمادها للسياحة الوافدة. وضيوف الدولة المعتمرون والزوار من مختلف الدول. وركاب الترانزيت ورجال الأعمال وكبار الزوار من مختلف الدول الإسلامية (في مرحلة ثانية).
عوائد بأكثر من 167 مليون ريال
ومن المتوقع أن يشارك في رحلات البرنامج خلال العام المقبل 2018م أكثر من 111 ألف معتمر بإجمالي إنفاق متوقع يصل إلى أكثر من 167 مليون ريال، ويرتفع عدد المشاركين إلى أكثر من 175.566 في العام 2019م بإجمالي إنفاق يتجاوز 263 مليون ريال، وأكثر من 245.133 في عام 2020م بإنفاق يصل إلى 367 مليون ريال. وتتوفر معلومات أوفي على موقع الهيئة: www.scth.gov.sa