من الرجال من يغادرون أماكنهم لكن تبقى لهم مكانتهم.
هناك أسماء كثيرة بهذا الوطن تركوا الكراسي لكن بقيت آثارهم وشومًا مضيئة على النواصي!
من هؤلاء معالي الشيخ محمد العلي أبا الخيل.
هذا الرجل الذي أسهم وشارك وأعطى لمنظومة التنمية والاقتصاد بهذا الوطن ما لم ينسه له هذا الوطن وقيادته وأبناؤه.
وليس أدل على ذلك من "التقدير" الدائم والباقي لما أنجزه كمسؤول، ولما يتمتع به كشخص من سجايا الاتزان والإخلاص والبعد عن الأضواء.
لقد قُدّر لي أن أحضر مناسبات كثيرة فأرى كيف هو حجم التقدير له، الذي لم يتغير خلال حمله الحقيبة الوزارية وبعدها.. كما تهيأ لي أن أحضر جلسته الأسبوعية بين آونة وأخرى، وأرى كثافة الحضور، وأرى هذا الرجل - كما عهدناه - يتحدث باتزان وتوازن منطلقًا من وحي أبعاد وطنية واقتصادية بحكم ما علمته تجربته العملية والحياتية.
ولعل آخر تتويج وتقدير له عندما كرَّمه أهالي مدينة بريدة الأعزاء باسم أبناء الوطن، وكان الحفل رائعًا وناجحًا إعدادًا وحضورًا وفعاليات على شرف سمو أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن مشعل الذي يعرف أقدار الرجال، والذي وصف الشيخ محمد أبا الخيل بما هو أهله: عطاء وتفانيًا بخدمة وطنه.
لقد سعدت بهذا التكريم الذي يليق بهذا الرجل، ويرقى لقامته، والذي نهض به الأعزة ببريدة باسم الوطن. وقد كنت أتمنى حضور مناسبة التكريم للرجل الذي أحمل له بقلبي الوافر من التقدير والمودة، لكن ارتباطي السابق بالمشاركة بندوة بالرياض بليلة التكريم ذاتها حال دون حضوري الشخصي.
للشيخ أبا الخيل سجايا لا يظهرها، وكم سمعت عنها من صديقه ورفيق دربه د. عبدالعزيز الخويطر - رحمه الله -، وهما اللذان تجمعهما كثير من الخصال المشرقة.
تحية لهذا الرجل حين كان على الكرسي، وحين غادره.
العطاء لا يرحل.. والوفاء للمخلصين يبقى.
الشيخ محمد أبا الخيل ذهب عن مكانه، وبقي عطاؤه ومكانته.