«الجزيرة» - الأرجنتين:
ألقى معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور الشيخ سليمان بن عبدالله أبا الخيل مساء يوم الاثنين 19-8-1438هـ محاضرة بعنوان (فقه الأقليات على ضوء نصوص الشريعة الإسلامية)، بمقر مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، وذلك بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في بيونس آيرس الأستاذ رياض الخنيني, وسفير جمهورية الأرجنتين لدى المملكة السيد خايمي سير خيو سيداوا, ووكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لخدمة المجتمع وتقنية المعلومات ونائب رئيس اللجنة العليا ورئيس اللجان التنفيذية للملتقى الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الصغير والضيوف المشاركين في ملتقى طلاب المنح المتخرجين من الجامعات السعودية.
وبين معالي الدكتور أبا الخيل أن هذا الموضوع حساس ومهم ويحتاجه كل مسلم يقطن بلداً غير مسلم، وهو موضوع قديم حديث ويتجدد في مسائله ونوازله وحوادثه وقضاياه، ويحتاج إليه كل فرد من أبناء الأمة الإسلامية في أصقاع المعمورة؛ وذلك من أجل أن يعبد الله على بصيرة ويقوم بما يطلب منه من العبادات والطاعات والمعاملات والأحكام وغيرها من الأخلاق والسلوكيات على ضوء ما جاء في الكتاب والسنة وما فهمه علماء الأمة منهما.
وعرف معاليه فقه الأقليات قائلاً: إن الفقه في اللغة هو الفهم، وقيل العلم، يقول الله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}، وثبت في الحديث الصحيح عن البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس رضي الله عنهما فقال: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)، وفي الحديث الصحيح الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين). أما معنى الفقه في الاصطلاح: هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المستمدة من أدلتها التفصيلية. أما المقصود بالأقليات هو الأفراد والجماعات الذين ينتسبون إلى الإسلام ويعيشون في غير البلدان الإسلامية. أما فقه الأقليات فالمقصود به: منظومة الأحكام الشرعية المستمدة من الكتاب والسنة التي تطبق على النوازل والقضايا والحوادث التي تقع لأبناء المسلمين في غير البلدان الإسلامية.
ثم تطرق معالي مدير الجامعة في محاضرته إلى كيف نبني فقه الأقليات حتى يستفاد منه، وتناول أكثر من طريقة، منها: أن يستمد أحكام هذا الفقه من الكتاب والسنة, والعودة إلى العلم الصحيح الذي وضعه وقرره علماء الأمة سواءً كانوا صحابة أو تابعين أو من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, والبصيرة والعلم لابد أن يتحقق فيهما شرطان، الأول: العلم بالمدعوين, والثاني: العلم بمكان الدعوة, فإن اجتمع هذان الشرطان فإن الإنسان يأمر في موضع الأمر وينهى في موضع النهي.