عبد الله باخشوين
في عالم لم تعد تحكمه الأيديولوجيات العالمية أو النظريات السياسية والاقتصادية التي تكرس العمل لبناء قوة عسكرية وأمنية تخدم الأيديولوجيات وتحرسها!؟ من الذي يحكم ((عالم اليوم))..؟!
لا يمكن القول بـ((القوة الاقتصادية))؛ لأن الدول التي تجعل الاقتصاد هو محور وجودها لا تملك مقومات البقاء وأسسه.. وإن كنا نعتبر الازدهار الاقتصادي والتجاري مؤشرًا مهمًّا على وجود دولة قوية، تنميه وتحرسه وتدعمه؛ لذا يمكن القول إن قوة الدولة مستمدة من ثقة مواطنيها بالرجال الذين يديرون البلاد، ويمسكون دفة الحكم مسترشدين بالقيم والمثل والمبادئ الأساسية للشريعة التي يؤمنون بها، ويعملون على تطبيقها بوطنية وإخلاص، يلتف حولها كل أبناء الوطن وأصدقائه ومؤيديه.
وإذا اقتربنا أكثر نقول إن الدولة الإسلامية الكبرى منذ بدء تأسيسها على أيدي الخلفاء الراشدين هي دولة رجال، رجال يهتدون بهدي الرسالة التي جاء بها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، ويسعون لتطبيق ما جاء في الكتاب الذي أُنزل عليه نورًا وهدى.
هكذا مضت دولة الإسلام بكل ما في تاريخها الذي نعرف، ونعرف معه أن التطرف الإسلامي جاء كرد فعل للأيديولوجيات والنظريات السياسية التي غزت عقول كثير من أبناء العالم الإسلامي، وحولتها باتجاهات، وُصفت بالكفر والإلحاد. وما استمرار التطرف بعد ((نفوق)) الأيديولوجيات إلا لأغراض وأهداف وأطماع لا علاقة للإسلام بها.
ونحن في المملكة العربية السعودية يقودنا رجل من أولئك الرجال الراشدين الذين أضاء الحق طريقهم منذ بدء العمل في إمارة الرياض قبل نحو ستين عامًا.
سلمان بن عبدالعزيز، الرجل الذي التزم بالقيم والمبادئ التي نصت عليها الشريعة الإسلامية.. ولم يرضَ بغير الحق والعدل هديًا ونورًا.
رجل الوطن المخلص والمثقف المستنير الذي أضاء تاريخه وجعل كل أبناء الوطن يلتفون حوله.. ويتفانون في محبتهم وإخلاصهم له.
سلمان بن عبدالعزيز، أمن الوطن وحصانته ودرعه وحبه الكبير.
التف حوله وآزره كل الوطن بعد أن أزال الظلم عن المظلوم.. ولم يُبقِ على فقير أو محروم إلا وكفاه شر العوز.
وبنظرة ثاقبة، حال دون انهيار الطبقة المتوسطة التي هي عماد الوطن، وسر من أسرار تماسكه وقوته.
دعم إعادة بناء ((القوة الاقتصادية)) التي تعد من أهم مرتكزات قوة الوطن وثباته وازدهاره في مواجهة الأعداء ودعم الأشقاء والأصدقاء.
حطم العقبات والبيروقراطية التي تقف في طريق الشباب للاجتهاد والعمل؛ فأصبح رمزهم.. ورمزًا لقوتهم.
إنه القوة الكاسحة التي تقف كدرع للوطن في مواجهة الأطماع الخارجية والانحرافات الداخلية، ومحاربة الإرهاب والتطرف والانحراف.
إنه المعنى الذي نستخلصه من القول إن قوة الدولة مستمدة من قوة الرجال الذين يحكمونها.
فها هو ذا يسعى لفتح صفحة جديدة للفكر الإنساني في جدل يحتاج إلى عقول مفتوحة.. تؤمن بالمستقبل.. وتسعى لإعادة الأمور لنصابها الصحيح الذي يضمن التعايش والنمو.. بعيدًا عن الانحرافات التي تحركها الأطماع.. وبعيدًا عن أوهام الأمن الذاتي للدول.. لأن الأمن أصبح مهمة دولية.. تسعى البشرية لفرضها ضد الإرهاب بكل أشكاله.. سواء داخل مجتمعاتها المنفردة أو ضد الدول التي تتبناه وتعمل على نشره.