علي الصحن
يلعب الهلال والأهلي اليوم أهم النهائيات في المنافسات السعودية، نهائي يحمل اسم الوالد القائد رعاه الله، في تشريف سنوي اعتاده الرياضيون من القيادة كل عام، وهو تشريف يعكس حجم الاهتمام الذي توليه الحكومة الرشيدة للقطاع الرياضي في البلاد.
الهلال والأهلي فريقان كبيران، يعطي حضورهما زخماً فنياً للمباراة، والجميع يتوقع إثارة عالية لمواجهة اليوم، وكلاهما مرشح للكسب، ولا يمكن لأي متابع أن يرجح نسبة فوز أحدهما على الآخر، ربما تكون هناك فوارق فردية بين الطرفين، لكن على المستوى الجماعي تبدو الحظوظ متساوية، وتبقى تفاصيل صغيرة على المعشب الأخضر هي من تسهم في فوز فريق على الآخر.
مباراة اليوم تأتي في ختام موسم طويل، ويبدو أن الإرهاق قد بلغ مبلغه مع لاعبي الفريقين الذين بارزو على أكثر من جهة، محلياً وقارياً، ومن المعلوم أن موسم الفريقين لن ينقضي اليوم، فقد بقيت لهما مباراتا دور الثمن النهائي الآسيوي، غير أن الإرهاق وتعدد المشاركات والنتائج السابقة لن تأتي مع الفريقين إلى ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية، فعند الصافرة الأولى سيلقي كل طرف ظروفه ومتاعبه خلف ظهره وسيجد في البحث عن الكأس الغالية واستلامها من يد الملك الأغلى.
مر زمن طويل جداً لم يلتق الفريقان فيه على نهائي كأس الملك، (34) عاماً تصرمت لم يكن فيها للفريقين الكبيرين موعد في هذا النهائي الأغلى، علماً بأنهما التقيا في نهائيات عدة - منها نهائي كأس دوري خادم الحرمين، وكأس ولي العهد - وكانت النتائج فيها سجالاً بين الملكي والراقي، غير أن الأهلاويين وبعد أكثر من ثلاثة عقود لا يمكن أن ينسوا الرباعية الثقيلة التي أودعها شباب الهلال في مرمى فريقهم الذي جاء مرشحاً ومتوجاً بدرع الدوري الممتاز لموسم 1984م.
يلعب الهلال مباراة اليوم، وما زال في نشوة الفوز بلقب الدوري السعودي بعد غياب طويل جداً بحسب الثقافة الزرقاء، ولا يخفي هلاليون قلقهم من أن تضع الأفراح الهلالية ثقلها على الفريق اليوم، فتثقل من همته وعزمه في اللقاء الصعب، فيما يرى آخرون أن فريقهم المثقل بالذهب، يملك من الخبرة ما يجعله قادراً على تجاوز كل الظروف، والتعامل مع كل الأحداث ومتطلباتها.
ويلعب الأهلي اليوم باحثاً عن لقب يختتم به موسمه، وتأكيد قوته، ومصالحة جماهيره بعد فقدان لقب الدوري الذي حققه الموسم الماضي بعد (33) عاماً من الانتظار، وهو ما قد يشكل أحمالاً زائدة على الفريق.
فنياً: أرى أن هناك تفوق ملحوظ للأهلي في مركز حراسة المرمى بوجود المسيليم الذي اعتبره أفضل حارس سعودي في الوقت الحاضر، مع الإشارة إلى تطور مستوى حارس الهلال المعيوف ومنحه مرمى فريقه استقراراً جيداً افتقده منذ سنوات.
في خط الدفاع ربما تتساوى الكفتان، في الحضور الفني الجيد، وفي الهفوات التي قد تقع من بعض أفراده وتكلف الكثير، ولا يخفي الهلاليون قلقهم من وضع الخط الخلفي لفريقهم خاصة بعد اهتزاز شباكه (6) مرات في آخر لقاءين، لكن عودة هوساوي وميليسي ربما ترتب وضع الدفاع الأزرق، وربما وجد رامون دياز نفسه مضطراً للدفع بالخيبري في أي وقت من المباراة.
يتفوق الهلال في خط الوسط وجماعية لاعبيه، غير أن أخطاء سلمان الفرج في المناطق الخلفية، وفلسفته أحياناً قد تكلف الفريق كثيراً، وعدة مواجهات لعبها الهلال هذا الموسم كشفت ذلك.
في خط الهجوم تتساوى قوة الفريقين بعد الحضور المميز لعمر خربين مع الهلال، ووجود عمر السومة في الأهلي، وفي حال غياب السومة - وهو أمر صعب - فإن هجوم الأهلي سيتأثر بلاشك، لكنه أيضاً سيسهم في توزيع الخطورة الأهلاوية بدلاً من تركيزها على لاعب واحد.
يحفظ جروس الهلال جيداً، ويعرف دياز الأهلي جيداً، لكن في مثل مباراة اليوم ربما يكون صوت المدربين أقل منه في مواجهات أخرى.... خطأ واحد قد ينسف كل شيء!!
كل التوفيق للهلال وللأهلي.
مراحل.. مراحل
- اليد السعودية تواصل السلطنة.. والتغريد خارج سرب الألعاب المختلفة.
- عندما نشيد بمنتخب اليد، يجب أن نشيد باتحاد اللعبة، وقبله الأندية التي قدمت النجوم وأسهمت في صناعة هذا المنتخب القوي، وأبرزها بلا شك أندية (مضر والنور والخليج).
- ما تقدمه الأندية الثلاثة يدعونا للتفكير بجدية في مسألة تخصيص بعض الأندية بألعاب معينة، حتى تتفرغ لها وتطورها وتسهم في صناعة إنجازاتها.
- محمد البريك قدم نفسه بشكل مختلف، حافظ على موهبته فقادته خطوات للأمام، حتى أصبح واحداً من أفضل اللاعبين السعوديين.. هذا اللاعب كان معاراً قبل سنوات، وقناعات فنية معينة كادت أن تذهب به بعيداً عن الهلال.
- مشاركة المنتخب الرديف، أو ما يسمى منتخب (ب) أقل من الطموح بكثير، لا نطالب بالذهب، ولكن بحضور مشرف، وهو ما لم يتحقق للأسف.
- الاعتذار عن المشاركة في أي مناسبة، أفضل من حضور سيء فيها.
- مرت ستة أشهر تقريباً على إعادة تشكيل الاتحادات الرياضية، وما من بارقة أمل تلوح في الأفق للأسف.