سامى اليوسف
البيان الصحفي لغة إعلامية، وإعلانية متحضِّرة. وهو أداة تستخدمها المنشأة، أو المؤسسة لتوجيه رسالتها إلى جمهورها الخارجي عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهذه الرسالة تتضمن خبرًا، أو رأياً صريحاً حول قضية معينة، أو إعلان عن منتج جديد والترويج له.
إن أسوأ البيانات التي تفقد مصداقيتها، وتأتي بنتائج عكسية، وهذا ما تحدثه بيانات الأندية التي تمارس الاحتراف في كرة القدم هذه الأيام.
فقد انحرفت بيانات «بعض» الأندية عن وظيفتها الرئيسة وأهدافها المرجوة، وبدلاً من المعلومة والشفافية صارت عنواناً للتضليل، ومنارة لتأجيج التعصب، وتجاوز الخطوط الحمراء، وإثارة الاحتقان في الوسط الرياضي كونها تنضح باللغة السلبية، الصدامية، ومليئة بالاتهامات، والإقصائية، والإسقاطات، بخلاف الأخطاء اللغوية والحشو والكلام المرسل.
لغة البيانات هي سلاح ذو حدين، ينبغي التعامل معها بحذر، والاستعانة بمستشار إعلامي خبير، وإداري محنك في صياغتها، فهي إما أن ترفعك، أو تسقطك.
لن أخوض في خصائص وصفات البيان الناجح، ولكن سأركّز على أمر أكثر أهمية يتوجّب على رؤساء الأندية أن يضعوه في اعتبارهم قبل إصداره، فمن الواجب طرح ثلاثة أسئلة مهمة:
> لماذا أصدر البيان؟
> ماذا أقول فيه؟
> هل التوقيت مناسب؟
ولعل أسباب إساءة استخدام البيان الصحفي، وانحرافه عن وظيفته من قبل الأندية أوجزه في التالي:
> التعصب الذي يغيّب الحكمة ويعمي البصيرة ويورث العواقب الوخيمة.
> غياب الاحترافية، فالرئيس ومستشاره والمسؤول الإعلامي يفتقرون للتأهيل الكافي في مجالات الإدارة والعلاقات العامة والإعلام. فالرئيس ومن معه يتعاملون مع البيان كمشجعين لا يسيطرون على انفعالاتهم.
> التأثر بما تطرحه مواقع التواصل الاجتماعي والانسياق خلف جمهورها الذي أصبح يسيِّر الإدارة ويتحكّم في ردود أفعالها.
> غياب الرقابة والمحاسبة من جهات الاختصاص عزَّز للتجاوزات حتى تعدت الخطوط الحمراء، فقرأنا ما فيه تشكيك وتخوين لعمل أهم قطاع «جهاز الأمن» وتأليب البعض من الجمهور السذج ضد رجاله.
ينبغي على اتحاد الكرة، والمرجعيات ذات العلاقة أن تتحرَّر من السلبية، وتضبط هذه المسألة وتتصدى لها بالعقوبات الحازمة دون تمييز قبل فوات الأوان، فالوسط الرياضي جمهوره الغالب من فئة الشباب والمراهقين والصغار الذين تتفاوت مراحلهم ومؤهلاتهم السنية والتعليمية، وتغلب عليه العاطفة وقد لا يتحكم في كبح جماح انفعالاته، ويُسهل التأثير عليه خاصة أولئك الذين يتعاملون مع مواقع التواصل الاجتماعي.
فاصلة
عندما يُفرّق المغرّد، في «تويتر»، أياً كانت صفته بين الرأي والاتهام والإساءة، سيكون في مأمن عن الملاحقة القانونية.
«الهياط» يوقعك في شر أعمالك «لسانك حصانك».