الجزيرة - عمار العمار:
يرعى بمشية الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) مساء اليوم الخميس المباراة الختامية لكأس خادم الحرمين الشريفين للموسم الرياضي 1437/1438هـ والتي ستجمع فريقا الأهلي والهلال على إستاد مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجدة في تمام الساعة 8.30، في ختام يتشرف خلاله الرياضيون بحضور الوالد القائد رعاه الله وسدد خطاه لتكريم الفائزين.
الأهلي والهلال يتواجهان سوياً في نهائي المسابقة بعدما التقيا لآخر مرة في موسم 1404 والذي انتهى هلالياً برباعية نظيفة، ويلتقي الفريقان في النهائي الثالث لهما على مستوى المسابقة والثالث عشر على مستوى كافة المسابقات المحلية..
المنطق فرض نفسه جلياً بتأهل أفضل فريقين في الموسم وأفضل الفرق في العقد الأخير بعدما انحصرت المنافسة بينهما على البطولات وحقق كل منهما بطولة هذا الموسم فظفر الأهلي ببطولة السوبر وحل الهلال وصيفاً وكذلك ظفر الهلال ببطولة الدوري وحل الأهلي وصيفا وستكون هذه المباراة تأكيداً على التفوق هذا الموسم بالظفر باللقب الثاني لأي منهما، ويسجل للفريقين أنهما من قص شريط الموسم بنهائي السوبر وسيختتمان الموسم في نهائي أغلى الكؤوس..
الطريق إلى النهائي:
الطرف الأول في النهائي الفريق الأهلاوي كانت طريقة إلى النهائي سهلة جداً ولم يعاني كثيراً سوى في دور الـ32 أمام الشعلة فيما عدا ذلك حقق الانتصار تلو الانتصار بسهولة تامة وجاء تأهل الأهلي على النحو التالي:
فاز على الشعلة 2/1 بدور الـ32
فاز على القادسية 3/1 بدور الـ16
فاز على وج 6/0 بدور الـ8
فاز على الفيصلي 3/0 بدور الـ4
ومن خلال مسيرة الفريق نجد القوة الهجومية الواضحة بتسجيله في مشواره 14 هدفاً فيما لم تهتز شباكه سوى مرتين.
في المقابل تأهل الطرف الثاني الهلال لهذه المباراة بطريق تشوبه بعض الصعوبات وكانت أسهل المباريات أمام غريمه التقليدي النصر، وجاء تأهله على النحو التالي:
فاز على القيصومة 2/1 بدور الـ32
فاز على الوحدة 3/2 بدور الـ16
فاز على النصر 2/0 بدور الـ8
فاز على التعاون 4/3 بدور الـ4
ويتضح الخلل الدفاعي الواضح من خلال نتائج الفريق من خلال 6 أهداف تلقاها في مسيرته نحو النهائي مقابل قوة هجومية مقبولة بتسجيلة لـ11 هدفاً في مرمى خصومه.
الأحوال المعنوية والنفسية قبل اللقاء هدوء هلالي يقابله قلق أهلاوي:
التأهل سوياً إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا في هذه النسخة والتأهل لهذه المباراة النهائية جاءت أفضل الاستعدادات المعنوية للفريقين قبل بداية اللقاء ، فالهلال تصدر مجموعته الآسيوية بعد فوزه على الريان القطري 4/3، فيما حل الأهلي ثانياً في مجموعته بفوزه على ذوب آهن الإيراني 2/0 وذلك قبل أن يفوز الأهلي على الفيصلي والهلال على التعاون ليعلنا الوصول لهذا النهائي.
الإعداد النفسي والمعنوي دوماً ما يكون في المقام الأول قبل المواجهات الكبيرة والنهائية وربما يكون الأجهز نفسيا ومعنوياً الأقرب لكسب الكأس وربما تكون الأحوال النفسية والمعنوية في الهلال أكثر وضوحاً منها في الأهلي.
ففي الجانب الهلالي ساد الهدوء أجواء معسكره قبل الذهاب إلى جدة وأكمل استعداداته وسط معنويات مرتفعة بعض الشيء بجاهزية لاعبيه الكبيرة فنياً ومعنوياً ، فيما خيم القلق والتوتر على المعسكر الأهلاوي ولم تكن استعداداته بتلك الصورة في ظل عدم جاهزية أفضل لاعبيه مما وضع مدرب الفريق أمام خيارات أخرى خاصة في الشق الهجومي.
القراءة الفنية التي تسبق المباراة وتكافؤ المستوى:
الجوانب الفنية التي تسبق المباراة تؤكد أن التحضيرات الفنية من خلال التمارين التي سبقت هذا النهائي كان على قدر كبير من الأهمية ، وقد تكون الكفتان متساويتين بدرجة كبيرة مع تفوق هلالي بعض الشيء في بعض المراكز وفي طريقة اللعب .
الأهلي سيدخل المباراة بتكتيك مغاير ربما بإعادة ترتيب أموره الفنية على حسب جاهزية مهاجميه، وقد يلعب الأهلي بطريقة 4/3/2/1 والهدف منها تقوية منطقة المحور بثلاثة لاعبين لمواجهة خط وسط الهلال القوي في العمق ، وتكمن القوة الأهلاوية في وسط الملعب بشكل أكبر كأقوى الخطوط وسيلجأ الفريق للعب الكرات الطويلة خلف المدافعين ومحاولة استغلال اندفاع لاعبي الهلال للأمام في حال الهجوم، ويتميز الأهلي كذلك بقوة أطرافه الهجومية وسيكون الطرف الأيسر خصوصاً حلاً للفريق لوصول مرمى الهلال، فيما تبقى قوة الهجوم الأهلاوي معلقة بعودة الثنائي السومة أو مهند عسيري للتشكيل الأساسي لتعود الخطورة معها أما في حال عدم مشاركتهما فسيكون الهجوم الأهلاوي أقل قوة وخطورة.
بينما الجانب الدفاعي الأهلاوي متوازناً بدرجة كبيرة في ظل جاهزية لاعبيه وخيارات المدرب، ويمتاز الدفاع الأهلاوي بالقوة والصلابة ولكن يعاب عليه بعض الهفوات في العمق بسبب عدم التفاهم في كثير من الأوقات وقد يُضرب الفريق من عمقه.
والمؤكد أن السيد جروس درس الفريق الهلالي جيداً وسيعتمد على طريقة جديدة للاعبيه بالضغط مبكراً على حامل الكرة وافتاك الكرة في منتصف ملعب الهلال ومحاولة تصيد الأخطاء لضرب الدفاع والتسجيل مبكراً.
ويبقى عمر السومة أهم الأوراق الأهلاوية في حال مشاركته ويبرز بجانبه سلمان المؤشر وفيتفا كثلاثي هجومي قوي ويبرز كذلك تيسير الجاسم كمنظم لعمليات الوسط وسعد عبدالأمير ووليد باخشوين والمدافع الشاب محمد آل فتيل.
الهلال وفي غمرة أفراحه الأخيرة ومستوياته الرائعة يدخل المباراة وسط تناقض كبير بين هجوم قوي للغاية ودفاع مقلق ولا أدل من ذلك سوى النتائج الأخيرة للفريق بتلقيه لسبعة أهداف في آخر ثلاث مباريات مقابل تسجيله 13 هدف، وسيدخل الفريق الأزرق وهو على أتم الاستعداد لهذه المباراة بعد عملية التدوير التي قام بها مدربه دياز في المباريات الأخيرة ، وسيلعب الهلال بطريقته المعتادة 4/2/3/1 والتي تتحول إلى 4/1/4/1، وما يميز أرزق العاصمة التجانس الكبير والتفاهم بين لاعبيه والقدرة الكبيرة على فرض الأسلوب والتحكم باللعب وصناعة الفرص بشكل متكرر وبعكس ذلك يعاب على لاعبيه كثرة إضاعة الفرص السهلة. وتكاد تكون خطوط الفريق متقاربة القوة إلا أن الوسط أكثر توهجاً وقوة بوجود رباعي متمكن نزعته هجومية بحته ، كما أن الدفاع الهلالي يعتبر قوياً نوعاً ما مقارنة ببقية الخطوط خصوصاً بوجود أسامة هوساوي.
أكثر العيوب الهلالية الإفراط في الثقة وكثرة تناقل الكرات في مناطق حرجة والتي قد تتسبب في ارتداد خطير على مرماه، بينما تتعدد مصادر القوة في الفريق الهلالي بوجود الهداف السوري البارع عمر خريبين وخلفه كتيبة نجوم يبرز منهم إدواردو وسلمان الفرج والممتع عبدالله عطيف وميليسي، كما يعتبر الطرف الأيمن الهلالي مصدراً للخطورة بوجود المتميز محمد البريك بانطلاقاته وكراته العرضية القاتلة.