«الجزيرة» - جواندونج: عماد المديفر:
يحظى معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" المقام حالياً في المتحف الوطني بالعاصمة الكورية الجنوبية سيئول، باهتمام متزايد من جانب مختلف الأوساط الرسمية والشعبية والإعلامية. ويجتذب المعرض أعداداً مطردة من الزائرين منذ افتتاحه 7 مايو الجاري من جانب سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ووزير الثقافة والرياضة والسياحة بجمهورية كوريا الجنوبية سونج سو كيون. واهتمت وسائل الإعلام بهذا الحدث حيث أوردت صحيفة "كوريا جونجان ديلي" تقريراً حول المعرض ذكرت فيه بأن المملكة العربية السعودية بجانب شهرتها كأهم الدول المصدرة للنفط، فإنها أيضا موطن لتاريخ عريق وثقافة ثرية وأن شبه الجزيرة العربية كانت على مدى قرون طويلة ملتقى للثقافات وأنها كانت تربط بلاد ما بين النهرين ومصر ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، كما ظلت لفترات طويلة مركزاً للإشعاع الحضاري والتبادل الثقافي.
وأضافت بأن المعرض الذي يقام بالتزامن مع الذكرى الخامسة والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية كوريا الجنوبية، يشارك في استضافته المتحف الوطني الكوري والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ويضم 466 قطعة أثرية وتاريخية تم اختيارها من 13 متحفاً سعوديا، وأن القطع الأثرية المعروضة تنتمي إلى فترات وحقب تاريخية مختلفة تتراوح ما بين عصر ما قبل التاريخ إلى القرن العشرين.
من جانبها نوهت صحيفة "كوريا تايمز" بالمعرض وأهميته في توثيق العلاقات الثنائية بين الجانبين، لافتة إلى أن المعرض يتكون من 5 أجنحة رئيسية، يتضمن الجناح الأول عروض ما قبل التاريخ في شبه جزيرة العرب، ويتضمن الجناح الثاني عروضاً تخص ما يعرف بـ" حضارة الواحة "، ويتضمن الجزء الثالث عروضاً خاصة بمدن الصحراء القديمة، ويتناول الحضارة القديمة التي احتضنتها شبه الجزيرة العربية.
أما الجناح الرابع فيتضمن عروضاً بعنوان "الطريق إلى مكة والمدينة" يعكس طريق قوافل الحج، فيما يقام الجناح الخامس تحت عنوان " نشأة المملكة العربية السعودية" ويشمل الأعمال الحرفية والفولكلورية في العصر الحديث.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور علي الغبان نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قوله: "إن البشر الذين نشأوا في أفريقيا تنقلوا عبر شبه الجزيرة العربية، كما انتشر الإسلام الذي نشأ في الجزيرة العربية إلى الصين وأسبانيا، ومن خلال المعرض، يمكن أن يعرف الزوار أن المملكة العربية السعودية ليست دولة مغلقة بل هي منفتحة على العالم."
وتعد سيؤل هي المحطة الآسيوية الثانية للمعرض بعد الصين، والثانية عشرة بعد إقامته في 4 دول أوربية، و5 مدن في الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى محطته الداخلية في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي في الظهران.
وكان المعرض قد اختتم فعالياته في المتحف الوطني بالعاصمة الصينية بكين، وشهد على مدى ثلاثة أشهر من إقامته إقبالاً من الزوار تجاوز 170 ألف زائر.