«الجزيرة» - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - فواز الروقي:

أبرز صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض التأسيس القوي الذي انطلقت منه الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام حتى أوصلها إلى هذه المكانة وكان تأسيسها على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- فأولاها اهتمامه الكامل في مسيرتها وفي تحقيق أهدافها.

وكان سموه يتحدث مساء أمس بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض أثناء رعايته الحفل السنوي للجمعية بمقر الهيئة الملكية للجبيل وينبع.

ومضى سموه قائلاً: نحن نسمع الكثير عن هذه الجمعية ولمساتها الرائعة لهذا الإنسان لهذه القامة لهذا الوطن بكل التقدير والاعتزاز الذي ينظر لكل إنسان في هذه البلاد نظرة تقدير واحترام. إن قيام خادم الحرمين الشريفين بهذا الدور المميز يجعلنا نستمر ونحقق تطلعاته وأمنياته لتكون هذه الجمعية على المستوى العالي من العطاء وفقاً لما ينظر إليه حفظه الله.

وأوضح سموه أنه سيتم رفع تقرير عن هذا اللقاء لمقام خادم الحرمين الشريفين لما احتواه من طرح، وكذلك من حجم للتبرعات سواء من الحضور أو ممن يساهم ويقدم عطاء لهذه الجمعية، فيجب أن نوفي وعدنا ونوفي كل ما وضعناه أمامنا من اهتمام نتيجة لاهتمامه -حفظه الله- ولي الأمر في هذه البلاد لم يجعل اهتمامه آلياً ويوقف وقتا محددا وإنما تنطلق من هذه الجمعية ومثيلاتها إلى كل خير وفي سبيل إصلاح المجتمع وحفظ إنسانه، وخاطب سموه الحضور بإبداء الرأي والتوجيه والمشورة لأن كل هدفنا واحد، وأن يقدم مجلس الإدارة الجديد عطاءات جديدة ومدروسة. وقدم سموه الشكر إلى الزملاء السابقين أعضاء مجلس الإدارة وأثنى في كلمته على الجهود والخدمات التي يقدمها الأستاذ صالح اليوسف مدير عام الجمعية بشكل مميز، كما قدم الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان رئيس اللجنة التنفيذية في الجمعية الذي قدم الشيء الكثير للجمعية وتمنى أن تحقق المستوى الذي ينشده الجميع.

وفور وصول سموه إلى مكان الاحتفال كان في استقباله صاحب السمو الأمير سعود بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع ومعالي الدكتور عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء ومدير عام الجمعية الأستاذ صالح اليوسف وأعضاء مجلس الإدارة.. وبعد أن صافح سموه كبار مستقبليه بدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم ثم كلمة مدير عام الجمعية ألقاها الأستاذ صالح اليوسف، رحب خلالها بالحضور، وقال إننا نجتمع في هذا المساء المبارك من أجل إنسان فقد والده لكنه لم يفقد أهل الخير في بلده.. نلتقي في إنسان رمز العطاء وبذرة الخير والنماء غرستها أيادي الخير والوفاء في بلد الخير والرخاء عند تأسيسها أنشد عدد من أطفال الجمعية نشيداً بأصواتهم العذبة فقالوا: أبانا سلمان.. سلمان الإنسان.. خذنا بالأحضان وامنحنا الحنان.. نمد إليك أيدينا.. معطرة رياحينا.. لها في بركم مينا.. وفي أحضانكم شطآن.. لذا سميت هذه الجمعية بـ (إنسان) رمزاً لملك الوفاء رجل الخير والعطاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- الذي وضع بذرتها وغرسها وتعهد برعايتها حتى أصبحت من أكبر المنظمات الخيرية المتخصصة في مجال رعاية الأيتام.. وتابع مسيرتها رجال مخلصون ساهموا في تطويرها وتحقيق أهدافها.. لتكفكف بعطائها الدموع وتضيء ببرامجها الشموع، ليتألق هذا الطفل الإنسان ويترعرع كغيره من أبناء هذا الوطن المعطاء.

ثم تحدث عن مسيرة الجمعية فقال: لقد بدأت الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان) مسيرتها في عام 1420هـ برعاية (100) مئة يتيم ويتيمة.. وفرع واحد يتمثل في مبنى للإدارة العامة.. وبتوفيق الله -ثم بعطاء أهل الخير- نما عدد المستفيدين منها خلال السنوات الماضية ليصل إلى (41.000) يتيم ويتيمة تقدم لهم الرعاية من خلال سبعة عشر فرعاً في منطقة الرياض وذلك تحقيقاً للاتجاه الأول من الخطة الإستراتيجية الخمسية للجمعية الذي يعنى بالمستفيدين حيث يهتم هذا الاتجاه في الارتقاء بخدمات المستفيدين وتغطية جميع أيتام المنطقة مع التركيز على جانب التأهيل الذي يحقق تطلعات رؤية المملكة 2030 في الجانب التنموي المنشود، وكان ذلك بمساعدة شركائنا في هذا المجال مثل الجامعة الحكومية والأهلية، وشركة أرامكو السعودية والبنك الأهلي التجاري.. وغيرها من الجهات الأخرى التي ساهمت مشكورة في دعم هذا الاتجاه، حيث خصص برنامج مميز يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين وهو برنامج الملك سلمان لتأهيل أبناء إنسان استفاد منه (2.090) يتيم ويتيمة وأرملة. وكان إجمالي ما أنفق لهذا البرنامج خلال العام الماضي (16) مليون ريال.

وفيما يتعلق بالاتجاه الثاني من إستراتيجية الجمعية المعني بمجال التوسع في القدرة المالية حيث استهدفت الخطة مبلغ (346) مليون ريال هدفاً لإيرادات الجمعية خلال عام 2016، وبفضل الله تجاوزت الجمعية ما كان مستهدفاً حيث بلغت الإيرادات الفعلية للعام المنصرم (378) مليون ريال أي بزيادة قدرها (9 %).

كما حددت الإستراتيجية هدفاً طموحاً لأصول الجمعية بمبلغ (600) ستمائة مليون ريال وبفضل الله ما تم تحقيقه فعلياً (857) مليون ريال أي بزيادة (30%) عما كان مخططاً له.

وفيما يتعلق بعائد استثمارات الجمعية فكان المستهدف (47) مليون ريال وبفضل الله أصبح عائد الاستثمارات (48) مليون ريال.

وحيث لم تغفل الخطة الإستراتيجية في الاتجاه الثاني (المالي) بتخفيض نسبة المصاريف الإدارية، حيث استهدفت الخطة تخفيض المصاريف التشغيلية بنسبة (15%) وبفضل الله بلغت نسبة المصاريف التشغيلية (13 %) من إجمالي المصاريف.

أما ما يتعلق بالاتجاه الثالث والأخير في الخطة الإستراتيجية الذي ركز على التحول للعمل الإلكتروني وتحقيق رضا العاملين (موظفين وموظفات) فقد حدثت الجمعية أنظمتها ولوائحها وعملت الجمعية عددا من البرامج والأنشطة التي تعنى بتحقيق الرضا الوظيفي كان أهمها تطبيق التأمين الطبي للموظفين وإنشاء صندوق تكافل موظفي الجمعية. أما بالنسبة لميكنة العامل فسوف يتم خلال هذا الحفل تدشين بوابة إنسان التي تعد نقلة نوعية في المجال التقني، وقد ساهم بنك البلاد مشكوراً في دعم هذه البوابة التي ستكون نافذة حقيقية للتعامل مع المستفيدين والمتبرعين وستختصر الجهد والوقت والمال على الجمعية في كافة الجوانب.

وتعمل الجمعية (هذه الأيام) على إعداد الإستراتيجية الخمسية الثانية (2018 حتى 2022م) كما تعمل على إعادة هيكلة الجمعية لتتواكب مع توسعها الجغرافي وتحولها للعمل الإلكتروني.

واستأذن الأستاذ اليوسف سمو الأمير لطرح موضوعين لأعضاء وعضوات الجمعية العمومية وهما: الموضوع الأول: إقرار الموازنة التقديرية لعام 2017م التي تم اعتمادها من مجلس الإدارة، والموجودة بين أيديكم في التقرير المالي وأهم مؤشراتها:

- الإيرادات المتوقعة لعام 2017 تقدر بـ(341) مليون ريال.

- كذلك تم تقدير المصروفات بمبلغ مقدر مماثل للإيرادات.

وسيتحقق ذلك بتوفيق الله ثم باستمرار دعمكم وعطائكم لجمعيتكم المباركة بوجودكم.

الموضوع الثاني: طلب الموافقة على تفويض مجلس إدارة الجمعية الجديد بالتصرف في الممتلكات العقارية واستثمار الفائض من أموال الجمعية وإقامة المشروعات الاستثمارية وذلك تسهيلاً لإجراءات الاستثمار حيث تتطلب أنظمة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تفويضكم لمجلس الإدارة بذلك.

في الختام يسرني أن أتقدم لراعي حفلنا في هذا المساء المبارك صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز بجزيل الشكر والتقدير على ما قدمه سموه من رعاية كريمة لهذه الجمعية، ودعم وتوجيهات سديدة كان لها الأثر فيما تحقق من استمرارية النمو والنجاح.

بعد ذلك تحدث المراجع القانوني حاتم الرويس موضحاً كل شيء يخص الحسابات وما تضمنته. أعقب معالي الدكتور عبدالله المطلق بكلمة تحدث فيها عن البذل والعطاء ومساعدة الأيتام واستشهد بالعديد من الآيات والأحاديث. بعد ذلك دشن سمو الأمير فيصل البوابة الإلكترونية.

سمو الأمير يتحدث

لوسائل الإعلام

بعد ذلك أجاب سمو الأمير فيصل عن أسئلة الصحفيين مؤكداً أن برنامج الجمعية سيحقق الهدف المنشود. الجمعية تؤدي رسالتها على أكمل وجه، واستمعنا إلى الأرقام المشجعة من خلال مسيرة واضحة وتنمية جيدة لأموال الجمعية وممتلكاتها وتمنى لهم التوفيق.

أكثر من أربعة ملايين

هذا وقد بلغ إجمالي التبرعات أكثر من أربعة ملايين كما تخلل الحفل تكريم الداعمين.. بعد ذلك غادر سموه المكان مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.

بيان الجمعية

بعد ذلك أعلن المذيع الداخلي البيان الختامي للجمعية فقال: لقد عقد اجتماع الجمعية العمومية للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض بمقر الهيئة الملكية للجبيل وينبع برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وقد تضمن البيان القرارات التالية:

- تفويض مجلس إدارة الجمعية بالتصرف في الممتلكات العقارية واستثمار الفائض من أموال الجمعية وإقامة المشروعات العقارية.

- إقرار الحسابات الختامية المالية 2016م.

- إقرار الموازنة التقديرية للعام الحالي 2017م.

كما نظمت الجمعية تحت إشراف مركز التنمية الاجتماعية بالرياض ممثلاً عن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في هذا الاجتماع انتخاب مجلس الأعضاء في دورته الخامسة التالية أسماؤهم:

- صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز.

- صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان.

- خالد بن سليمان الراجحي.

- فيصل بن مساعد السيف.

- عبدالعزيز الناصر الرتيع.

- عابد بن حمود البدر.

- إبراهيم بن محمد بن سعيدان.

- عساف بن سالم أبوثنين.

- عبدالرحمن السويلم.

- فهد بن عبدالرحمن العبيكان.

- بدر إبراهيم المضيان.

- عبدالرحمن إبراهيم أبو حيمد.

- سليمان بن محمد الفتامي.