ماجدة السويِّح
شهد متابعو اليوتيوب وبقية وسائل التواصل الاجتماعي سباق سيارات فريداً من نوعه بين الأحياء السكنية والمدارس يقوده مجموعة من المراهقين للتحدي بين نوعين من السيارات مرسيدس وجيب لكزس لإثبات أيهما أسرع، لنيل التفضيلات والمتابعة من المتابعين وتضاعف من رصيد المشاهدات والانتشار، فقد تجاوز فيديو السباق أكثر من مليون مشاهدة طمعاً في الحصول على الجوائز القيّمة.
الخطورة في انتشار واستهلاك ذلك المحتوى خصوصاً مع فترة الاختبارات التي تعتبر فترة ذهبية للمفحطين ومحبي السرعة والمغامرة والاستعراض، كما أنه يشجع بقية المراهقين على التجربة، والحذو حذو مشاهير «السوشال ميديا» في نشر مغامرات السرعة والتهور دون مساءلة أو عقاب.
الملاحظ أن نزيف الطرق والتهور في القيادة زاد بعد ظهور الشبكات الاجتماعية، وتنافس المراهقين لبث تهورهم ويومياتهم المجنونة على الطرق، ووفقاً للإحصاءات المرورية تسجل السعودية ست إصابات لكل ثمانية حوادث، كما سجّلت ارتفاعاً في معدلات الوفيات، لتسجل المركز الثاني عالمياً.
جهود مميزة تبذلها وزارة الداخلية في استثمار وعي المواطن والمقيم لحماية المجتمع من المخالفات المرورية والحد من المجازر اليومية، التي ترتكب يومياً في شوارعنا، عبر تطبيق (كلنا أمن) في التبليغ عن المخالفين، فإشراك الجمهور في العمل الأمني من أفضل وأسرع الطرق للمحافظة على الأمن وحماية المجتمع.
المواطن والمقيم في تطبيق «كلنا أمن» يمارسان دورهما كرجل أمن في مباشرة الحادث والتبليغ عنه بأسرع وقت ممكن، لذا اقترح أن يُضاف خيار للتبليغ عن المحتوى الإعلامي المخالف لقوانين وتعليمات المرور، وتطبيق الجزاءات بحق من ينتج تلك المخالفات لكسب المتابعين والشهرة، وأن تُضاف لغات أخرى غير العربية والإنجليزية ليُتاح لأكبر عدد من المقيمين التبليغ عمَّا يراه في شوارعنا، أو صفحات الشبكات الاجتماعية من مخالفات مرورية.
كما أقترح أن لا يقتصرالتعامل مع المفحطين ومجنوني السرعة بالتوقيف ودفع مخالفة ساهر، بل تُضاف مخالفة أخرى لـ» شاهر» الأداة الجديدة التي أرى أنها ستكون أكثر فعالية من ساهر، لأن غالبية المراهقين سيجد من يسدد عنه المخالفات، ويواصل طريق الشهرة المذموم حتى لا يفقد جمهوره واسمه، فالتشهير بالمخالف وجرمه عبر وسائل الإعلام المحلية على نفقته الخاصة، هو أفضل سبيل للحد من تجاوزات المفحطين وتضاعف أرقام الوفيات والمصابين.
كما أن للعقوبات البديلة أثراً لا يُستهان به في لفت نظر المخالف إلى جرمه، من خلال الخدمة المجتمعية في أقسام حوادث السيارات ومرضى الإقامة الدائمة بسبب السرعة والتفحيط، ولنا في حاكم دبي أسوة حسنة بعدما أمر الشيخ محمد بن راشد بمعاقبة قائد سيارة ومرافقيه لقيامهم بحركات استعراضية خطرة في منطقة للمشاة، حيث أمر المخالفين بقضاء أربع ساعات يومياً لتنظيف الشوارع العامة بدبي لمدة شهر.
فمن لم يردعهم «ساهر» هم أولى الناس لتجربة نظام «شاهر» لإيقاف النزيف الدموي اليومي والإعاقات والخسائر المادية والبشرية.