أبها - عبدالله الهاجري:
«أعلن على مسامعكم هذا الإعلان المهم والتاريخي وأود أن أشارككم وأنبئكم بأن أول رحلة خارجية لي كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية ستكون إلى المملكة العربية السعودية، وستبدأ زيارتي باجتماع تاريخي في المملكة العربية السعودية مع قادة الدول الإسلامية، المملكة العربية السعودية هي راعية أقدس وأعظم بقعتين إسلامية «مكة المكرمة والمدينة والمنورة» ومن هناك سنبدأ ببناء أساس جديد من التعاون والتلاحم مع حلفائنا المسلمين».
بهذه العبارة أعلن الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب عن أولى زياراته الخارجية بعد مضي قرابة 121 يوماً على توليه رئاسة أمريكا وستكون الوجهة للواجهة المملكة العربية السعودية، حيث ستحتضن الرياض 3 قمم هي «قمة سعودية أمريكية / قمة خليجية أمريكية / قمة إسلامية أمريكية» من خلال 48 ساعة حوار يؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة، وذلك بخضور 55 قائداً أو ممثلاً عن دول العالم الإسلامي وفق رؤية واحدة مشتركة «ومن خلال شعار كبير لهذه القمم تحت عنوان «العزم يجمعنا» سيعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعات ولقاءات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في أول أيام جولته تتضمن لقاءات ثنائية مع سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ومع سمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع إلى جانب توقيع العديد مع الاتفاقيات بين البلدين.
وفي اليوم التالي من الزيارة سيحضر الرئيس الأمريكي اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، فيما ستكون ثالث القمم لقاء كبيراً ومهماً تحتضنها الرياض بين الرئيس الأمريكي وقادة الدول العربية والإسلامية، حيث وجه خادم الحرمين الشريفين الدعوات لقادة الدول الإسلامية لحضور هذا الاجتماع.
ويأتي اجتماع «العزم يجمعنا» وفق «رؤية واحدة» حيث تستضيف المملكة العربية السعودية قادة من مختلف دول العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية للاجتماع في هذا الحدث التاريخي المهم يومي 20 و21 مايو 2017. وبرؤية واحدة -سوياً نحقق النجاح- لنجدّد التزامنا المشترك نحو الأمن العالمي والشراكات الاقتصادية الراسخة والعميقة والتعاون السياسي والثقافي البنّاء.
ومن خلال عقد ثلاثة مؤتمرات قمة رئيسية: قمة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، قمة مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية، والقمة العربية الإسلامية الأمريكية، ستعززهذه المؤتمرات العلاقات التاريخية من خلال الجهود المشتركة من التسامح والتعاون، والأسس التي وضعت لانطلاقة جديدة واعدة بمستقبل مشرق للجميع.
القمة السعودية الأمريكية
سلسلة من الاجتماعات الثنائية بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب حيث ستركز على إعادة تأكيد الصداقة العريقة وتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية الوثيقة بين البلدين.
قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية
سيجتمع قادة مجلس التعاون الخليجي مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لمناقشة التهديدات التي تواجه الأمن والاستقرار في المنطقة وبناء علاقات تجارية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وذلك في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات.
القمة العربية الإسلامية الأمريكية
سيجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع قادة الدول الإسلامية حول العالم لمعالجة سبل بناء شراكات أمنية أكثر قوة وفعالية من أجل مكافحة ومنع التهديدات الدولية المتزايدة للإرهاب والتطرف من خلال تعزيز قيم التسامح والاعتدال.
العلاقات السعودية الأمريكية
العلاقات السعودية الأمريكية ولدت في العام 1933م وذلك عندما بدأت بواكير التعاون الاقتصادي بين البلدين متمثلة في قيام شركة الزيت العربية الأمريكية بحفر أول بئر للنفط في شرق المملكة. وفي عام 1945 التقى الرئيس الأمريكي روزفلت بالملك عبدالعزيز على ظهر باخرة في قناة السويس وهو اللقاء الذي «دشن» العلاقات الأمريكية السعودية، ومهما تكن أهمية مرحلة «التأسيس» في تلك العلاقات فإن الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس ايزنهاور في يناير من عام 1957 شكلت بداية «الشراكة السياسية» بين السعودية والولايات المتحدة.
العلاقات الخليجية الأمريكية
على مدى سبعين عاماً، منذ اجتماع الملك عبدالعزيز مع الرئيس فرانكلين روزفلت، والعلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، تترسخ وتتجذر. وقد تعززت العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والحلفاء الخليجيين بعد قيادة واشنطن عملية عاصفة الصحراء وتحرير الكويت عام 1991.
وكانت العلاقات الأمريكية الخليجية خلال عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما قد شهدت فتوراً في الثقة وتشكيكاً في مواقف واشنطن والتزاماتها، خاصة بعد التقارب الأميركي الإيراني على خلفية الاتفاق النووي.
وتسعى إدارة الرئيس ترامب في أول زيارة له كرئيس للولايات المتحدة إلى الخارج، والتي تبدأ بالسعودية، إلى استعادة الزخم للعلاقات الأمريكية الخليجية. وسيتم خلال هذه الزيارة عقد ثلاث قمم؛ ثنائية سعودية أمريكية بين الملك سلمان وترامب «وستكون الأولى لترامب مع زعيم في الخارج»، تعقبها قمة خليجية أمريكية «هي الأولى أيضاً بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس الأميركي الحالي»، تليها قمة ثالثة بين قادة الدول الأعضاء الـ41 في التحالف الإسلامي العسكري والرئيس ترامب، وذلك لتشكيل جبهة متراصة من تحالف الدول الإسلامية المعتدلة في الحرب على التطرف والإرهاب والعنف، وبذل المزيد من التعاون والدعم اللوجستي والمالي والأمني لإلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش».