وصف معالي نائب وزير الداخلية الاستاذ عبدالرحمن بن علي الربيعان الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- بأنه شخصية عظيمة جمعت كل الصفات الحميدة في خدمة الدين ثم الملك والوطن، وأسست وبنت لهذه الأمة الشيء الكثير، وبأنه قامة من قامات هذا البلد الأمين وشخصية فذة وفريدة.
وقال معاليه في بداية الكلمة التي ألقاها في الجلسة الأولى من البرنامج العلمي للفعاليات المصاحبة لمعرض «نايف القيم» الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- تحت عنوان (قيم الأمير نايف في بناء الأمن الداخلي): «إنه لشرف كبير لي في هذا المقام أن أتحدث عن القيم الأمنية لشخصية عظيمة جمعت كل الصفات الحميدة في خدمة الدين ثم الملك والوطن شخصية أسست وبنت لهذه الأمة الشيء الكثير، فسموه -رحمه الله- قامة من قامات هذا البلد الأمين وشخصية فذة وفريدة.
وأضاف: «لقد تفضل مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه وأدام عزه- وقال عن سموه: كان أخي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- متمسكًا بدينه مخلصًا لمليكه محبًا لوطنه فخدم دينه ثمَّ وطنه على أكمل وجه وبذل تضحيات مخلصة وعطاءات بناءة حتى أصبح رمزًا للأمن والأمان في وطن أصبح مضرب المثل للأمن والأمان.. وإنه كان لسموه -رحمه الله- مكانة عظيمة في التاريخ السعودي الحديث بما بذله من جهود مخلصة على مختلف الأصعدة للسهر على أمن هذه البلاد ووحدتها واجتثاث منابت الفتن وإعلائه مكانة المملكة عربيًا وإسلاميًا وعالميًا وحرصه الدائم ومحبته الأكيدة لأبناء هذا الوطن.
وتابع معاليه يقول: «لقد أمضى -رحمه الله-حوالي ستين عامًا في العمل الأمني تشرفت بالعمل تحت إدارة وتوجيهات سموه ما يقارب (28) عامًا عرفت من خلالها ما كان يتمتع به من قيم أخلاقية سامية ومثل عليا ومبادئ إنسانية راقية.
واستعرض بالمناسبة بعضًا من مناقب سموه من خلال عمله طوال هذه الفترة، مستشهدًا ببعض أقواله -رحمه الله- في مناسبات مختلفة.
وأكَّد أن سموه -رحمه الله- اتصف بقيم وصفات ومبادئ قلما تجتمع في شخص واحد منها العدل والتواضع والحلم والحكمة والحنكة والحزم والتأني في اتخاذ القرار والقوة في اتخاذه وتحمل مشاق العمل، كما اتصف أيضًا بكرم الأخلاق وعفة اللسان وهدوء النفس ومواساة المكلوم ونصرة المظلوم وردع الظالم.
وأضاف: «كما أن من صفاته أيضًا الشجاعة في قول الحق وبعد النظر وحسن التخطيط، يحترم عقول المواطنين ومشاعرهم، صريح في تعامله مع الآخرين، يحرص دائمًا أن يكون أسلوبه هادئًا وحضاريًا في نقل الرسالة التي يريد إيصالها للآخر مهما كانت أهميتها وقوتها.
وأوضح معاليه أن سموه -رحمه الله- كان مستمعًا جيدًا يعطي المتحدث أمامه الوقت الكافي ليقول كل ما يريد قوله، كما أنه قارئ متميز يتفحص كل ما يعرض عليه ويقرأ تفاصيله الدقيقة.
وأشار معالي نائب وزير الداخلية إلى أن سموه -رحمه الله- أثبت جدارته وقوته فيما أوكل إليه من المهام التي واجهت المملكة لعل أبرزها قضايا التطرف والإرهاب التي تصدى لها برباطة جأش وحزم وصرامة -.
وأضاف: «ومما عرفته عن سموه -رحمه الله- أن عدة أمور تحتل مكان الصدارة في اهتمامه ومنها: الثوابت الشرعية بما فيها الضرورات الخمس المتمثلة بالمحافظة على الدين والنفس والعرض والعقل والمال.
واستشهد في هذا الصدد بمقولة سموه -رحمه الله-: «علينا أن نعلم وبيقين أن ثوابت المملكة قيادة وشعبًا هي أننا دولة مسلمة تحكم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتلتزم بذلك عقيدة ومنهجًا».
وأوضح أن من الأمور التي يوليها جل اهتمامه المحافظة على نعمة الأمن والاستقرار في المملكة، وأضاف: «أن سموه يرى أن المحافظة على نعمة الأمن والاستقرار أمانة ومن أوجب الواجبات الوطنية ومن حق الأمانة أن ترعى ويقول -رحمه الله- «العمل الأمني له طابع الديمومة والاستمرارية وأن المسؤولية الملقاة علينا جميعًا جسيمة تتطلب المزيد من الجهد والمثابرة فالدرب طويل والعمل شاق ومن هم قبلنا سلمونا الأمانة سليمة ويجب أن نسلمها للأجيال المقبلة سليمة وأن الوطن مسؤولية الجميع والمواطن هو رجل الأمن الأول».
واستشهد بتأكيد سموه -رحمه الله- بكل يقين وحزم وصراحة وصرامة بأنه لن يسامح أو يتساهل مع أي شخص تسول له نفسه النيل من نعمة الأمن والاستقرار ويتضح هذا الأمر بقوله -رحمه الله- نقول لكل ضال قف عند حدك سواء كان ابني أو قريبي أو صديقي.. كائنًا من كان.
وأشار إلى أن سموه -رحمه الله- أكَّد في أكثر من مناسبة أن سيادتنا وعزتنا والمحافظة على أمن وطننا ومكتسباته ليست محل مساومة أو مجاملة وأكَّد أننا نصر أن نعيش سعداء أو نموت شهداء نريد أن نكون متعاونين مع كل دول العالم ولكن سيادتنا وعزتنا لوطننا ونحن له قادرون بإذن الله على بنائه والمحافظة عليه.
وأضاف: وهكذا كانت قضية المحافظة على الأمن وقطع دابر المفسدين وحماية الوطن من كيد الكائدين شغله الشاغل طيلة حياته -رحمه الله-.
وأكَّد أن حقوق المواطنين وكرامتهم من أهم اهتمامات سموه -رحمه الله-، مشيرًا إلى أن المواطن له مكانة سامية لدى سموه يثق به وبصدق الولاء والانتماء الوطني لديه وعدم الانسياق خلف أصحاب الأهواء المارقين فنجده يقول -رحمه الله- «أنت شعب وفي، شعب كريم لا تنطلي عليه الافتراءات، معتزًا بهم وبصدقهم حيث يقول: الأمة قيمتها في رجالها والحمد لله أن هذا الوطن يزخر بالرجال هم المواطنون جميعًا رجالاً ونساءً صالحون مؤمنون بالله متمسكون بعقيدتهم ومحبون لوطنهم.
وأضاف: «ولذا فإن ثقة سموه -رحمه الله- بالمواطن لا حدود لها يحسن الظن به كثيرًا كونه الأهم في منظومة الأمن والشريك الأساس في المحافظة على المكتسبات الوطنية فلم يكن يتسامح مع من يتهاونون بحقوق المواطنين أو يحاولون النيل من كرامتهم».
وتابع معاليه يقول: «إن من أهم الأمور التي يوليها جل اهتمامه أمن الحج والحجيج فكان -رحمه الله- حازمًا وشجاعًا متعهدًا بذلك طيلة حياته يؤكد ذلك بقوله: «لن نسمح أبدًا وبأي حال من الأحوال أن يساء لهذه الفريضة أو لأي حاج مهما كانت جنسيته وأن ثقتي إن شاء الله في كل حاج كبيرة وأنهم يرجون ما عند الله ونرجو لهم القبول وأن يعودوا لبلدانهم سالمين غانمين».
وأضاف معالي نائب وزير الداخلية: «لقد نبه -رحمه الله- إلى أن الإرهاب نتاج فكر منحرف وأن محاربته تتطلب نشر الفكر المعتدل فكان يؤكد -رحمه الله- دائمًا أن (الفكر لا يحارب إلا بالفكر) هذه العبارة الموجزة تحمل دلالات كثيرة ومتعددة ويرى -رحمه الله- أن المحرضين أشد خطرًا من منفذي العمليات الإرهابية وأنه يجب مكافحة هذا الفكر وتجفيف منابعه، وعلى الرغم مما قام به المطلوبون أمنيًا من اعتداءات ومخالفات وتجاوزات إلا أن عين العطف والتسامح كانت حاضرة لدى سموه -رحمه الله- حينما قال: الباب سيبقى مفتوحًا أمام التائبين وفي ذلك تسامح كبير وأبوة حانية جسدها -رحمه الله- بإنشاء إدارة الأمن الفكري لتكون إدارة إستراتيجية لفهم واقع الأمن الفكري والعمل على تعزيزه.. كما تم إنشاء مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية الذي أصبح نموذجًا عالميًا لمناصحة المتطرفين وإعادة تأهيلهم.
وأوضح أن سموه -رحمه الله- أولى اهتمامه بدعم وتطوير القطاعات الأمنية ومنسوبيها ليتمكنوا من القيام بواجباتهم على الوجه الأكمل، وحتى يكون ذلك مبنيًا على الإحصائيات والدراسات العلمية والأبحاث الدقيقة فقد وجه -رحمه الله- في وقت مبكر بإنشاء مراكز أبحاث مكافحة الجريمة.
وبين أن مكافحة المخدرات من القضايا التي أولاها سموه اهتمامًا بالغًا حيث ربطها بجريمة الإرهاب حينما قال: المخدرات والإرهاب وجهان لعملة واحدة، كما وجه الدعوة لرجال الفكر والإعلام وكل أب وأم ومواطن بالتعاون لمحاربة هذه الآفة.
وأضاف معاليه: «ولنشر الوعي الثقافي والاجتماعي بأضرار المخدرات والتركيز على الجانب الوقائي في تبصير المجتمع ووقايته من مخاطر المخدرات فقد أمر -رحمه الله- بتشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات التي تضم عديدًا من الوزارات والجهات ذات العلاقة كما كان سموه صاحب فكرة إنشاء مستشفيات الأمل للصحة النفسية لعلاج مرضى إدمان المخدرات».
وأكَّد أن سموه -رحمه الله- كان يتمتع بقدرة عالية على الحديث المرتجل، مشيرًا إلى أنه في أحد اجتماعات أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ارتجل -رحمه الله- كلمة على هامش المناقشات عن بعض القضايا وبعد انتهاء سموه من كلمته طلب وزراء الداخلية مجتمعين بأن يكون ما تفضل به سموه وثيقة من وثائق المؤتمر لأهمية ما جاء فيها وتم ذلك.
وأضاف معاليه: «يشرفني أن أقول بكل فخر واعتزاز إنني ممن أنعم الله عليهم وهيأ لهم فرصة العمل بالقرب من سموه -رحمه الله- فهو مدرسة عظيمة تعلم منها أبناؤه أصحاب السمو الملكي الأمراء، وكل من عمل بالقرب من سموه مفهوم الأمن الشامل بكل جوانبه وما أتصف به -رحمه الله- من قيم ومبادئ.
وتابع يقول: «الآن وبفضل من الله أتشرف أيضًا وأعتز بالعمل بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله- ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي يكمل المسيرة المباركة ويسير على نهج وثوابت المغفور له وبما يتصف به من قيم سامية ومثل عليا وصفات حميدة ومبادئ إنسانية راقية في ظل التوجيهات السديدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه وأدام عزه-.
وأشار معالي نائب وزير الداخلية إلى اهتمام سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- بالشهداء وذويهم واهتمامه الشخصي بهم. وقال: «قبل أن أختم كلمتي هذه.. فإنه لا بد وأن أشير هنا وأؤكد على اهتمام سموه -رحمه الله- وسمو سيدي الأمير محمد - حفظه الله- بتوجيهات القيادة الحكيمة بفئة غالية علينا جميعًا هذه الفئة كانت محل تقديره واعتزازه بشكل خاص فلم يكن يدخر جهدًا تجاههم حيث يتم تكريمهم بالترقيات والأوسمة التي يستحقونها واستضافة أسرهم لتأدية فريضة الحج كل عام ومعايدتهم في عيد الفطر المبارك، ومنحهم عديدًا من الامتيازات من توظيف وتعليم وابتعاث وعلاج ومساعدات مالية تعينهم على ظروف الحياة قال عنهم مفتخرًا بهم وبشجاعتهم كلمته المشهورة: «أقسم بالله أنني لم أجد فيهم واحدًا أصيب من الخلف إصاباتهم دائمًا في الوجه والصدر إنهم يقدمون ولا يهربون».