«الجزيرة» - أحمد القرني:
كشفت تقديرات إحصائية دولية أن 15 في المائة من سكان العالم (800 مليون شخص) لديهم إعاقة جسدية أو عقلية حادة، بما في ذلك نحو 5 في المائة من الأطفال.
وفي المملكة يقود مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة مبادرات علمية للحد من الإعاقة، ويقيم المركز شراكات عالمية ناجحة لتعزيز دور الأبحاث التي تيسر على الشرائح المستهدف حياتهم، وتحقق اندماجهم في المجتمع، ويأتي مشروع الوقف الخيري للمركز ليدعم نشاطات المركز ويحقق أهدافه.
4 أبعاد
ومن المتوقع أن يضطلع "الوقف الخيري" بأدوار مهمة خلال تعزيز دور المركز في تلبية احتياجات فئة عزيزة من المواطنين، في إطار الدور التاريخي للوقف في الإسلام، بوصفه مؤسسة تحقق أبعاداً إنسانية وحضارية واجتماعية واقتصادية، وبذلك يشكل وقف المركز أهمية كبيرة في تعزيز رسالته ليكون متميزاً في مجال أبحاث الإعاقة، وله إسهامه وتأثيره في الحد من الإعاقة وتحسين نوعية الحياة للمعوقين من خلال الأبحاث العلمية التي تستند على معايير عالمية عالية، وتحقيق هذا الطموح وتحويله واقعاً عبر الالتزام بالسعي الجاد وراء المعرفة النافعة، وبناء الفريق والمشاركة في المعرفة والقدرات، وترسيخ ثقافة المصداقية والمهنية والإنسانية.
حملة رمضان
ويعد المركز لإطلاق حملة خلال شهر رمضان المبارك للمرحلة الثانية من دعم مشروع الوقف الخيري.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قدر رعى في شهر محرم 143هـ، ديسمبر 2012م تدشين المشروع خلال حفل المؤسسين بمناسبة مرور عشرين عاماً على تأسيس المركز، وحصل المركز على فتوى سماحة المفتي العام للمملكة بتخصيص أوقاف المركز صدقة جارية.
مشروع ضخم
ويتمثل المشروع في مبنى ضخم بالحي الدبلوماسي في مدينة الرياض، يضم شققاً فندقية مكونة من (110) أجنحة فندقية على ثلاثة أدوار، وسطح المبنى مسبح مغطى، ومركز صحي، ويشتمل الدور الأرضي على البهو والاستقبال والمطعم، وثلاث قاعات للاجتماعات و(16) جناحاً، وفي الدور السفلي (16) جناحاً، بالإضافة إلى الخدمات المساندة، وحدائق، ومواقف للسيارات في القبو.
وتم تقدير تكلفة المشروع بـ220 مليون ريال، والمساحة الكلية للأرض (7264م2) ويعمل المركز على تمويل جزء من تكاليف البناء من مساهمات المؤسسين بقرض حسن والجزء المتبقي من التكلفة من خلال المساهمات والتبرعات المالية والعينية، وبتكليف من مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة قامت دار الدراسات العمرانية العضو، المؤسس للمركز بإعداد التصاميم والدراسات الفنية للمشروع، وتم اختيار شركة راديسون لتشغيل المشروع.
ويلتزم مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة بالمبادئ الإسلامية في إدارة الأوقاف، والاستعانة بالمختصين بإدارة الأوقاف للإشراف على المشروع.
مصادر الدخل
إلى ذلك أشاد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس أمناء المركز، بالمرونة التي تجري بها مراحل مشروع الوقف الخيري نتيجة "للتفاعل المميز والمساندة الملموسة التي حظي بها المشروع من الجهات كافة من مؤسسين وشركاء وداعمي المركز، واستشعارهم المسؤولية الاجتماعية"، لافتاً إلى تزايد حجم نشاطات المركز كونه أصبح شريكاً أساسياً لأهم المراكز العلمية على مستوى العالم، وتنظيمه للعديد من المؤتمرات والفعاليات العلمية، قال سموه: إن ارتفاع تكاليف الأبحاث والبرامج البحثية التي يتبناها المركز، استلزم إيجاد مصادر دخل دائمة، ولذلك تم التفكير في مشروع الوقف الخيري الذي ستخصص مداخيله لدعم مسيرة المركز البحثية بتوفير أوعية استثمارية ذات عوائد سنوية منتظمة لمساندة تنفيذ استراتيجية المركز، ودعم أبحاثه ونشاطاته المختلفة.
برنامج مستقبلي
ولمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة برنامج مستقبلي تم تصميمه من خلال دراسة التجارب الماضية، وحدد المركز في استراتيجيته أربعة مجالات اهتمام سيكون لها تأثيراً إيجابياً كبيراً على حياة المعوقين، وهذه المجالات هي: إنشاء قاعدة بيانات موثوقة عن الإعاقة، تطوير أساليب تشخيصية، دعم البحث المتقدم، وإطلاق مبادرات خاصة منتقاة.
4 توصيات
ووفق تقديرات المنظمات العالمية، مثل منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي أن 15 في المائة من سكان العالم (800 مليون شخص) لديهم إعاقة جسدية أو عقلية حادة، بما في ذلك نحو 5 في المائة من الأطفال.
ولذلك تؤكد الدراسات أهمية البحث العلمي المبني على ضوابط ومعايير عالية في زيادة الفهم العام حول قضايا الإعاقة، وتوضيح سياسات وبرامج الإعاقة، وزيادة كفاءة تخصيص الموارد.
وتضمن التقرير العالمي حول الإعاقة توصيات محددة لمحاور عدة للبحث العلمي عن الإعاقة، تشمل 4 جوانب مهمة، تتمثل في: تأثير العوامل البيئية (السياسات والبيئات المحيطة والبيئات العمرانية) على الإعاقة وكيفية قياسه، وجودة ورفاهية حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، ومعوقات تقديم الخدمات ما يجب عمله للتغلب عليها، وبرامج الوصول والتصميم الشامل المناسبة لمحدودي الدخل، والتفاعل بين العوامل البيئية والظروف الصحية والإعاقة، والعلاقة بين الإعاقة والفقر، والجانب الرابع هو فعالية ترشيد الإنفاق العام على برامج الإعاقة.
سجل وطني للإعاقة
ويتبنى مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة خطة عمل يجري تنفيذها خلال عام 2017 وأهم محاور هذه الخطة التي قطعت أشواطاً بعيدة: مشاركة المركز مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للمشاركة بالجهود المبذولة لإنشاء السجل الوطني للإعاقة، وتحويل محتوى التقارير البحثية إلى شكل رقمي، وتصميم موقع تصفح من قبل الأشخاص المخولين، وإيجاد إلكترونية تحتوي على المراجع العلمية ذات العلاقة بأبحاث الإعاقة، وإعداد مواد تعليمية وتربوية تثقيفية مصممة لعامة الناس.
تطوير التشخيص
ومن أهم الجوانب البحثية لدى المركز تطوير طرق التشخيص، وذلك من منطلق أن المملكة توجد بها العديد من الإعاقات التي لم يتم تشخيصها، ولم يتم استغلال أساليب التدخل والدمج المتاحة لتلبية احتياجات المعاقين بأفضل طريقة فعالة.
ولذلك يقوم المركز بجعل الأساليب التشخيصية الملائمة للمملكة متاحة للتطبيق على أنواع الإعاقة الأكثر انتشاراً.
ومع إتاحة هذه الأساليب التشخيصية سيسهم المركز في تشخيص عدد أكبر من ذوي الإعاقة بشكل أكثر دقة، الأمر الذي يساعد المعاقين ومعالجيهم على اتخاذ قرارات مبنية على معلومات وافية حول أساليب التدخل والدمج التي ينبغي لهم اختيارها والسعي للحصول عليها.