د.محمد بن عبد العزيز الفيصل
(وضوح الرؤية، وصدق المقصد، ونبل الهدف).. بهذه العبارات يمكنني أن أصف اللقاء الثري لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع؛ فقد كان ظهور سموه يبعث على الاطمئنان والتفاؤل، وهذا ما عبَّر عنه ملايين المواطنين عبر مختلف وسائل التواصل الإعلامي؛ فسموه لم يتجنب الإجابة عن أي سؤال وُجِّه إليه، بل أجاب بكل أريحية وبساطة، وهذا غير مستغرب على من عرف الأمير محمد، رجل القانون واللغة البارع؛ فسموه حاضر البديهة، ذو معجم لغوي واسع وعميق، ومن شواهد ذلك أسلوب سموه في التعاطي مع كبار سياسيي العالم وأكثرهم مراوغة، إلا أنه تجاوز كل ذلك ليصل إلى المواطن البسيط بأيسر الطرق، وأكثرها مرونة.. فالبلاغة هي مراعاة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته.
اقترب الأمير الشاب في حواره الصريح من هموم المواطن، وفي مقدمتها موضوع الإسكان؛ ليؤكد عبر شاشة التلفاز أن التطوير في المملكة يسير على خطوط متوازية، وفي إطار واحد، عبر تنمية مستدامة يرعاها برنامج التحول الوطني 2020؛ ليؤكد سموه أن مئات الآلاف من الوحدات السكنية المجانية إلى جانب أكثر من مليون وحدة بقروض ميسرة للمواطنين سترى النور قريبًا؛ ليقطع الشك باليقين، ويضع المواطن أمام خياراته التي يستحقها بعيدًا عن البيروقراطية والتعقيد.
لم يقتصر الأمير محمد في حديثه المباشر على القضايا الأساس؛ ليشمل كلامه جميع المسائل الفرعية، التي تسعى عبرها الدولة إلى تحقيق أهداف مرحلية، تضمن الحياة الكريمة والرفاهية لجميع المواطنين.. فسمو ولي ولي العهد يرى فيه كل السعوديين الأمل النابض، والرأي الحصيف، الذي سينقل المملكة إلى المكانة التي يستحقها هذا الوطن المعطاء وهذا الشعب النبيل.
تطرق الأمير النبيل إلى القضايا الأكثر تعقيدًا، التي عجز عن حلها جميع الوزراء؛ ليكشف أن الرغبة في الإصلاح لا يمكن أن تقف عند حد معين، ويؤكد أن الحكومة ستمنح العلاج المجاني في القطاعين الخاص وغير الربحي لكل المواطنين، وأن شركة أرامكو ستتولى توفير السيولة النقدية لذلك؛ وبهذا ستكون الأمور واضحة، ولن تترك أية تفاصيل لاجتهاد المسؤولين؛ ليمسك سموه بمحاور تنفيذ القرار الثلاثة، وهي: الإرادة، والآلية، والتمويل. وبهذا يضمن تطبيق الأوامر السامية بالطريقة المثلى.
لم يهمل سمو ولي ولي العهد التفاصيل الصغيرة التي تمس حياة المواطن؛ ليضع الوطن أمام خياراته الأقوى والأكثر تحديًا؛ ليوجه بتخصيص قطاعات الصحة والبلديات والنقل في المرحلة الحالية؛ ليرفد ذلك برنامج ريادي متميز، يهدف إلى تحويل مئة شركة من الشركات الوطنية إلى شركات عالمية، وأن هذا التطوير الذي سيدعمه صندوق الاستثمارات العامة سيوفر العديد من الوظائف لأبناء هذا الوطن.
هذا الوضوح والقوة في الطرح ومناقشة قضايا الشارع السعودي منهج محمود، سار فيه الأمير محمد على طريقة والده الملك سلمان -حفظه الله- الذي كان - وما زال - ديدن الحاكم العادل في مباشرة أحوال رعيته.. فهنيئًا لنا هذا الحكم العادل، الذي سار عليه ملوك هذا الوطن الغالي بداية من عهد المؤسس - غفر الله له - حتى هذا العهد الزاهر الزاخر بالإنجازات الوطنية المشرفة.
Twitter: @ Dr_M_Alfaisal