غسان محمد علوان
يلتقي الهلال بنظيره الأهلي مساء الخميس في نهائي كأس الملك، في لقاءٍ يحمل في طياته الكثير من التفاصيل الصغيرة التي تضمن إضافة إلى حجم الحدث بذاته تشويقًا وترقبًا كبيرًا من كافة أطياف عشاق كرة القدم السعودية والعربية. فالهلال الراغب بإكمال تميزه محليًا وآسيويًا، الذي كفله له تحقيق الدوري بفارق كبير عن وصيفه وتأهله بطلاً لمجموعته الآسيوية، يريد أن يستحوذ على نصف بطولات المحلية لهذا الموسم بالبطولتين الأثقل وزنًا والأكبر قيمة. فبعد تحقيق الأهلي للسوبر مطلع هذا الموسم، وبعد تحقيق الاتحاد لكأس ولي العهد، يرفع الزعيم شعارًا مفاده: مبروك عليكم ما حققتم، ولكن عذرًا فبقية الذهب لي.
هذا اللقاء يحمل مواجهة خاصة بين المحترفين السوريين اللذين أبهرا الجميع بقدراتهما التهديفية العالية، وإن كان عمر السومة قد سبق زميله الشاب عمر خربين بهذا الإبهار لمدة ثلاثة مواسم على التوالي. ولكن إحصائية مقارنة لبدايات النجمين مع فريقيهما، أمالت الكفة لعمر الهلال بمجموع التهديف والصناعة. هذا التنافس الجميل بهز الشباك يعد إثراءً حقيقيًا للمنافسات المحلية، وتأكيدًا جديدًا بأن في أوطاننا العربية توجد الكثير من المواهب المفيدة فعليًا لفرقنا (فنيًا وماديًا) بعيدًا عن وهم اللاعب الأجنبي الذي يندر أن يكون علامة فارقة في مسيرة الفريق. والدلائل أكثر من أن تحصى.
وعودة للنهائي الكبير، فعلى الورق نجد الهلال أكثر تميزًا في جميع الخطوط باستثناء مركز الحراسة التي تميل الكفة فيه للمسيليم على حساب المعيوف. ولكن القلق الكبير الذي يسكن نفوس الأهلاويين باحتمالية غياب السومة عن النهائي الكبير، خففه كثيرًا اللقاءان الأخيران للفريق آسيويًا ومحليًا واللذان تجاوزهما الأهلي بالعلامة الكاملة بغياب السومة ومهند عسيري، مثبتًا أنه ليس بفريق اللاعب الواحد، على الرغم من كل تلك الإضافة الفنية الكبيرة التي تتمثل في عمر السومة.
في المقابل، نرى الهلال منتشيًا من توالي انتصاراته المقترنة بمستوى مقنع وممتع تمثل في عدة لاعبين مثل خربين وسالم الدوسري وادواردو وميليسي وعطيف والبريك وهوساوي. كثرة اللاعبين المتميزين في الفريق، وإن كانت مصدر اطمئنان لدى (الباشا) رامون دياز، فهي أيضًا تمثل تحديًا صعبًا في اختيار الطريقة والأسماء المناسبة للعب هذا النهائي الكبير.
كلنا شوق وترقب لهذا اللقاء، فمن سيحسم هذا اللقب لفريقه، وأي العُمَرَين سيكون الأنشودة الأجمل على ألسنة عشاقه؟