حينما رأيته لأول مرة، في يوم عملي الأول بصحيفة الرياض، شعرت بشيء من الذهول، لوقوفي أمام هذا الصرح الصحفي الشامخ، لاحظ هو -ورغم كبر سنه ورغم كثرة الموظفين في المؤسسة والجريدة- ذلك الوجه الجديد عليه، جاء إلي وقال: لماذا تنظر لي هكذا ؟، قلت له أنني مأخوذ بك لأنني لأول مرة أشاهدك أمامي، ضحك وقال هل أنت جديد هنا بالصحيفة، قلت له نعم، هذا يومي الأول.
منذ ذلك اليوم بدأت قصتي مع ذلك الرجل، فقد كان مثالاً للانضباط والصرامة، وتعلمت منه معنى الإنضباط والحرص على العمل حينما أراه كل يوم يأتي للصحيفة وهو متعب منهك من المرض، ورغم ذلك يجد راحته بين أروقة المؤسسة.
حينما نلتقي صدفة في أروقة المؤسسة يسألني: هل أنت الموظف الجديد ؟، أجيبه بنعم، فيرد علي: شد حيلك، كان محفزاً لكل موظفي المؤسسة، وكانت ضحكته تبعث فينا شعوراً بالاطمئنان، وإن رأيناه حزيناً ينعكس ذلك علينا جميعاً، كان هو يدرك ذلك، لذلك كان يتحامل على مرضه ووضعه الصحي المتأزم ويبتسم لنا ليبعث الراحة فينا، رحم الله أبا عبدالله، قد كان أباً للجميع بمعنى الكلمة.
عبدالعزيز العنبر - محرر بالشؤون المحلية - جريدة الرياض