مكة المكرمة - سامي علي / تصوير - سليمان وهيب:
رعى صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل أمس حفل انطلاقة فعاليات ملتقى سفراء نبراس الأول الذي تقيمه الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بعنوان «الأدوار وحدود المسؤولية» بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات ومشاركة إمارة منطقة مكة المكرمة والرئاسة العامة للحرم المكي الشريف والمسجد النبوي وجامعة الملك عبد العزيز وزارة الصحة، وزارة الثقافة والإعلام، وزارة الحج والعمرة والهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم وفرع هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة مكة المكرمة والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) لتسليط الضوء على الدور الشرعي والأمني والطبي والإعلامي والرياضي في الوقاية من المخدرات وذلك استمرارًا لتفعيل البرامج المعتمدة من المشروع الوطني للوقاية من المخدرات نبراس الذي يحظى باهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وبمبادرة سخية من شركة الصناعات السعودية سابك.
وفور وصول سموه أطلع على المعرض المصاحب للملتقى.
ثم بدئ حفل الخطابي المقام بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
عقب ذلك شاهد الحضور فيلمًا وثائقيًا عن جهود الدولة رعاها في مكافحة مخدرات بعنوان «الدائرة المغلقة» عقبه فيلم وثائقي عن إنجازات «نبراس» وبرامجها المختلفة.
عقب ذلك ألقى الأمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبدالإله بن محمد الشريف كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة على تشريفه ورعايته لهذا الملتقى الأول لسفراء المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» الذي يضم نخبة من السفراء الوطنيين من المختصين في مختلف المجالات الشرعية والأمنية والاجتماعية والقانونية والإعلامية والرياضية ليشاركوا في حماية مجتمع والشباب والأجيال المقبلة ووقايتهم من آفة المخدرات، والوصول إلى أفضل الطرق لنقل الرسالة ومضمون الأمانة التوعوية والتثقيفية للمجتمع ضد هذه الآفة، وهذا الداء العُضَال.
ونوه بما يقدِّمه هذا الوطنُ المعطاءُ بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك الحزم والعزم والحكمة، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي عهده - حفظهم الله - من أجل راحة ورفاهية أبنائه وحمايتهم ويتجسد ذلك في حرصهم على حماية شباب ومجتمع هذا الكيان من الانحرافات وويلات المخدرات، لينعموا بالأمن ورغد العيش لافتًا إلى أنه رغم الجهود الأمنية والجمركية فقد جاء تشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، لرسم السياسات الوطنية في مجال مكافحة المخدرات، وتطوير العمل الأمني والوقائي والعلاجي والتأهيلي وتوحيد الجهود، والإسهام في الحد من انتشار المخدرات بين أفراد المجتمع، وتكوين وعي صحي واجتماعي للحد من مشكلة المخدرات.
وأفاد أنه انبثق من هذه اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» بشراكة مع كافة الجهات الحكومية والأهلية، وبفضل من الله، تم إطلاق هذا المشروع من قبل سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- في عام 1436 هـ، ليشمل ببرامجه وفعالياته كافة مناطق ومحافظات ومراكز ومنافذ المملكة، كما جاء ليوحد الجهود بين كافة الجهات الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني.
وأوضح أن المشروع حقق ولله الحمد خلال عامين عديد من الإنجازات من أهمها إنهاء الخطة التطويرية للعمل الأمني في جميع الأجهزة الأمنية والجمركية وإنجاز مشروع نبراس (59) تسعًا وخمسين ملتقى تعريفيًا وعلميًا في كافة مناطق المملكة ومحافظاتها وكذلك اعتماد دبلوم جامعي للوقاية من المخدرات واعتماد المناهج الدراسية إلى جانب اعتماد كتاب جامعي سيتم تطبيقه في كافة الجامعات واعتماد برنامج الزمالة الطبي في كليات الطب وإنشاء أكاديمية نبراس للتدريب الإلكتروني وإنشاء مركز استشارات الإدمان 1955 وأيضًا اعتماد إنشاء جمعية نبراس للعلاج والتأهيل وبدء العمل في إنشاء مستشفيات لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان وعقد شراكة مع أكثر من (28) جهة ما بين وزارة وهيئة وشركة وتنفيذ البرنامج التدريبي (بناء القدرات الوطنية) بدءًا من الأطفال بنين وبنات، مرورًا بالطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات والأطباء والطبيبات، والأئمة والخطباء والدعاة والمختصين من الضباط والمفتشين والموظفين في بيئات العمل. إثرها تم عرض فيلم عن تهريب المخدرات، ثم شاهد الجميع فيلمًا علميًا عن أضرار الزناكس والتراما دول.
بعد ذلك ألقى مدير عام مكافحة المخدرات اللواء أحمد بن سعدي الزهراني كلمة نوه فيها بما تلقاه الأجهزة الأمنية من إشادة كريمة من مجلس الوزراء على جهودها في مكافحة تهريب وترويج المخدرات وتحقيق عديد من الضربات الاستباقية ضد عصبات التهريب وترويج داخل البلاد وخارجها لافتًا إلى أن أجهزة الدولة تسعى إلى تحقيق خفض الطلب على المخدرات والمؤثرات العقلية ضمن إطار المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» لذي تنفذه المديرية العامة لمكافحة المخدرات والأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالتعاون مع الجهات الشريكة في المشروع ونخبة من الشخصيات المؤثرة ورموز المجتمع في شتى المجالات الدينية والعلمية والإعلامية والرياضية.
ثم ألقيت كلمة السفراء ألقاها نيابة عنهم معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس كمة حمد الله فيها على ما منَ به علينا من نعم جمة مؤكدًا أن الجميع أتى في هذا الملتقى لنؤكد أننا سفراء للدين والوطن وخدمتهما في كل مجال من المجالات مبينًا أن الشريعة الإسلامية جاءت لحفظ الدين والنفس والعرض والمال والعقل
وقال معاليه: وتأتي مصلحة حفظ العقل من أعظم المصالح والمقاصد الشرعية مؤكدًا أن مكافحة المخدرات تشمل هذه المقاصد الخمسة كلها لافتًا إلى أن أعداء الإسلام وعلى مر التاريخ لا تترك هذه الأمة على حالها حيث يسعونا إلى زعزعة أمنها الشامل وأمن عقول شبابها مما يستلزم من الجميع توحيد الجهود والقيام بالجوانب العلاجية والوقائية والتوعية واستثمار الإعلام والإعلام الجديد في محاربة آفة المخدرات سائلاً الله أن يحفظ هذه البلاد وشبابها وأن يديم عليها أمنها ورخاءها في ظل قيادتها الرشيدة.
وفي ختام الحفل الخطابي قلد سموه معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس ووكالة الأنباء السعودية ولاعب المنتخب السعودي ونادي الهلال محمد الشلهوب وشاح سفراء لنبراس.
كما التقطت الصور التذكارية مع سموه وسفراء نبراس ثم تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة.
عقب ذلك انطلقت فعاليات الملتقى بعقد ثلاث جلسات حيث أكَّد رئيس تحرير صحيفة الجزيرة سفير نبراس الاستاذ خالد المالك في حديثه عن دور الإعلام في الوقاية من المخدرات أن الإعلام جزء من الجانب الأمني والوقائي، لافتًا إلى أن عملية التأثير والإقناع تتفاوت من وسيلة إعلامية إلى أخرى ويعد التلفاز ذا تأثير أكثر من الوسائل الأخرى نظرًا لاشتماله على الصورة والكلمة.
وبين أن جميع وسائل الإعلام ملتزمة بالخط الذي تسير عليه نبراس في مكافحة هذه الآفة، مشددًا على ضرورة أن تكون وسائل الإعلام المختلفة على علاقة وتواصل دائمين مع نبراس لتحقيق الإعداد الجيد والاعتماد على الحقائق لأن أكثر ما يؤثر على الشباب هو تقديم القصص الحقيقية.
وأفاد المالك أن الشعور بالمسؤولية في جانب التوعية بالمخدرات هو مسؤولية الجميع وليس مقصورًا على سفراء نبراس، كما يجب تعزيز التعاون والتعاضد والتكاتف بين جميع مؤسسات المجتمع وأفراده للتوعية بأضرار المخدرات، داعيًا الله أن يحمي شبابنا من هذه الآفة الخطيرة
وناقشت في الجلسة الأولى موضوع «الدور الشرعي في الوقاية من المخدرات» شارك فيها معالي الشيخ الدكتور عادل الشدي وفضيلة الشيخ الدكتور ناصر العبيد وفضيلة الشيخ خلف المطلق وخصصت الجلسة الثانية لمناقشة موضوع «الدور الأمني ولإعلامي في الوقاية من المخدرات» شارك فيها اللواء أحمد الزهراني واللواء سعد الخليوي والاستاذ خالد المالك وتناولت الجلسة الثالثة موضوع «الدور الطبي في الوقاية من المخدرات» شارك فيها الدكتور فهد الخضيري والدكتور أسامة الإبراهيم والدكتور عبدالله الشرقي.