بيني وبين السديري والمالك.. لم تكن المسافة بين وداع أنبل الأصدقاء وصديق الإعلاميين تركي السديري إلا مسافة زمنية قصيرة في عمر الزمن ولن أنسى تلك المشاهد التي ودعنا فيها الصديق والرفيق والمعلم الكبير تركي السديري، بين مقبرة الدرعية وقبل ذلك مسجد الملك خالد وبعد ذلك مساء منزل الفقيد.
كانت تلك المشاهد محزنة ومؤلمة وتحمل مزيج من الدموع والذكريات والدعوات للفقيد بالرحمة والمغفرة ومن بين تلك المواجع استوقفني مقال معلمنا الآخر وأستاذنا خالد المالك رفيق وصديق وزميل تركي السديري الذي نشر أمس في الجزيرة، استوقفني مقال أبي بشار بما فيه من عمق المحبة والصداقة بين السديري والمالك.
كان أبو بشار صادقا فيما قال لم يخفِ الرجل محبته وتنافسه المهني مع الرجل. وأقول هنا ولعلي أنقل آخر حوار دار بيني وبين أبي بشار في إحدى العواصم العربية عندما قال لي الأستاذ الكبير خالد بعد حوار طويل: غدًا سأزور تركي السديري في بيته. وبالفعل زاره أبو بشار وكان انطباع أبي بشار مزيجاً بين القلق والمحبة ولعل الأستاذ خالد وصف ذلك في مقاله لكنني أتذكر وأسجلها للتاريخ قال لي أبو بشار: تركي السديري من أنبل أصدقائي وقريب إلى قلبي اختلفنا ثم التقينا واختلفنا مرة ومرات حول المهنة لكننا لم نختلف في معنى المحبة والصداقة بيننا.
إلى هنا أكتفي في هذه الوقفة مسجلًا للتاريخ عمق المحبة بين عملاقي الصحافة السديري والمالك. أقول هذا الكلام لقربي للرجلين الكبيرين.
محمد عبدالله الوعيل - رئيس تحرير جريدة اليوم سابقا