عبدالله العجلان
كنا طيلة السنوات الاخيرة الماضية نحذر من مخاطر الانفلات الاعلامي، وانه في حالة تركه بلا رادع سيتحول مع مرور الوقت الى ثقافة مدمرة لعقول وافكار وتصرفات الجماهير الرياضية والمجتمع برمته، وها هي الايام والاحداث تثبت صحة مخاوفنا، حيث شاهدنا وسمعنا وقرأنا الكثير من المهاترات والاساءات التي تجاوزت حد التعصب للاندية الى بث الأكاذيب والطعن في الذمم، وتشويه صورة وسمعة البشر باتهامات باطلة وتجاوزات غير اخلاقية عبر قنوات ومطبوعات لا تهتم بمهنيتها واحترام عقول ومشاعر المتلقين بقدر اهتمامها بتسويق نفسها باسلوب التأجيج والاثارة الفجة الفارغة.
وتأكيدا على ما ذكرته ان الامر لن يتوقف عند الكرة وصراعاتها فقد رأينا الاسبوع الماضي كيف تجرأ البعض وبلغة متهورة على رجال أمننا الابطال صمام حماية الوطن وسلامة المواطن، ليس في شأن يستحق انتقاد ادائهم وانما لاستخدامهم لصرف الانظار عن اخطاء ومشاكل وازمات يمر بها نادي النصر قبل المباراة ثم بعدها بتأثير مباشر من الخسارة الكبيرة من الهلال، ما يعني ان التمادي الاعلامي وصل حداً خطيراً لا يجور السكوت عليه، كما ان التطاول على الأمن والتشكيك برجاله يدل على ان هؤلاء بما فيهم من يحملون الصفة الرسمية في نادي النصر وغيره باتوا أداة تخريب وافساد لابد من ايقافهم ومعاقبتهم ومنعهم من الظهور حتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بهيبة رجال الأمن ومزاولة العبث وبطولات الضجيج ونشر الفوضى في وسطنا الرياضي المتأزم أصلاً..!
الرياضة بمختلف مكوناتها وألعابها والمنتمين لها تمثل جانبا حيويا لبناء المجتمع وتوسيع مداركه وقضاء وقت فراغه بما ينفعه ويبعده عن منابع الضياع، بل أصبحت في كرة القدم المحترفة مهنة ومصدر دخل، لكنها عند الكثيرين لم تعد كذلك بسبب الأجواء المحيطة بها، وبخاصة من الاعلام الغوغائي الذي لا يدرك خطورة وفداحة تخبطاته في تشكيل أجيال ساخطة محتقنة في لغتها وتصرفاتها ونظرتها للآخر.
المتلاعبون بنور !
في الإطار ذاته واذا كان رجل الأمن بأهميته وقيمته وحساسية مهنته لم يسلم من شرور هذا الفلتان فمن البديهي ان تصل آثاره الى مواقع ومسؤولين آخرين، فبمجرد ان تكون هذه الجهة او ذلك الشخص لا يعجبهم او لانه يقوم بعمله بأمانة ونزاهة ويتخذ قرارات لا تتوافق مع مصالحهم الشخصية نجدهم يحاربونه بشراسة ويتهمونه بلا دليل.
في الشهور الماضية وفي الأسابيع الأخيرة تحديدا هنالك حملة إعلامية مكثفة تستهدف الأمين السابق للجنة مكافحة المنشطات بدر السعيد، وتتهمه دون اثبات بأنه هو من يقف وراء منع اقامة مباراة اعتزال الكابتن محمد نور، لدرجة ان احدهم وصفه بالحاقد على نور وعلى اكثر من نجم سعودي، وهي بالمناسبة امتداد للحملة السابقة التي انطلقت بعد قرار إيقاف نور، وقيل فيها من المغالطات والاكاذيب ما لا يمكن استيعابه وقبوله، حتى بعد تأكيد العقوبة من محكمة كأس الدولية.
من المخجل ان يضرب البعض بمهنيته عرض الحائط ويستغل موقعه الإعلامي او فرصة استضافته في مطبوعة او قناة ليبث سموم كراهيته وعدوانيته تجاه أبرياء معظمهم لا يملك وسيلة للرد والدفاع عن نفسه وحقوقه وكرامته، ومن المؤلم ان تمر مثل هذه التجاوزات بلا محاسبة وكأن شيئا مفجعا لم يكن، ومن غير اللائق ان يطالب هؤلاء بالقفز على اللوائح والأنظمة والتلاعب بها إرضاء لاهوائهم وقناعاتهم، خصوصا في قضايا المنشطات المعتمدة والمصادق عليها من هيئات دولية لا يمكن الطعن بها والتشكيك بقراراتها، يرون ان كل من يقوم بواجبه او يدلي برأيه القانوني يعد في نظرهم حاقدا حاسدا بلا ذمة ولا ضمير ولا وطنية..!
كلنا نحب النجم محمد نور، ونثمن خدماته الكروية مع ناديه الاتحاد والمنتخب، ونقدر سنوات عطائه وابداعه كما هو الحال مع زملائه النجوم الاخرين، لكننا في المقابل مع احترام الأنظمة وتطبيقها على الجميع بلا تمييز او تفضيل لاعب على اخر، وضد التلاعب بعواطفه واستخدام شعبيته بطريقة انتهازية لتصفية الحسابات، او تمرير وتبرير خطئه ومحاولة تبسيطه والتغاضي عنه.