سعد الدوسري
ليس هناك تبرير لجرائم الإرهاب أو التخريب أو مهاجمة الممتلكات العامة. وأية محاولة للتبرير، تحت أية مظلة، هي مشاركة في الجريمة، ويجب أن يكون عقابها غليظاً. مرتكب الجرم المباشر، ربما يُقتل أو يُقبض عليه، ثم ينال عقابه. أما التبريري، فيظل حياً يرزق، يبث أفكاره المتعاطفة بين الشباب، موسعاً بذلك دائرة فكر القتل والتخريب والتدمير.
إنَّ تجربتنا مع التبريريين، ليس كمثلها تجربة. لقد عثوا في بلادنا فساداً وإفساداً، تحت مسمى المذهبية، وهم ليسوا من الدين في شيء. هم مجرد جماعات حزبية، ذات أجندات واضحة، يرتدون عباءات الطهارة الدينية، ويتغلغلون في جنح الظلام، بين أطفالنا وشبابنا وموظفينا وتجارنا، يكسبون المؤازرة، بشكل متصاعد، مثل كرة الثلج التي تكبر وتكبر، لتتدحرج في النهاية على الناس، وتدوس حاضرهم ومستقبلهم.
إن العملية الإرهابية التي جرت أحداثها بحي «المسورة» بالقطيف، والتي طالت العاملين بمشروع تنموي، تشرف عليه أمانة المنطقة الشرقية، وأسفرت عن مقتل طفل ومقيم باكستاني، وتسببت في جرح عدد من الأطفال والنساء والرجال والجنود، بعضهم في حالة حرجة، لم تأتِ من فراغ. إنها نتاجُ فكر يبرر القتل، بغض النظر عن مذهبية هذا الفكر أو عن جغرافيته. ولكي نئده، علينا أن نتكاتف، بكل مكوناتنا الاجتماعية والمذهبية، وأن نرفض أي تعاطف معه. وعلى المشرعين، أن يصعدوا من حالة تجريم المتعاطفين أو المبررين، وأن يطالبوا بإيقاع أشد العقوبات بحقهم.