جاكرتا - وهيب الوهيبي:
جسدت مسابقة الأمير سلطان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية بجاكرتا صورة من صور الخير التي تبناها الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله- في إطار حرصه على خدمة كتاب الله عزَّ وجلَّ وإعداد جيل من حفظة القرآن الكريم سيسهم في ترسيخ تعاليم الدين في مجتمعاتهم، إذ وفرت المؤسسة مقومات الاستمرار والنجاح باعتبارها جسر تواصل بين المسلمين في العديد من الدول والتي شارك في دورتها الحالية نحو 25 دولة.
وفي هذا الصدد قال سمو الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية في الحفل الختامي لمسابقة هذا العام نحمد الله عزَّ وجلَّ على اختتام مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود السنوية لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية»، متمنياً أن تكون هذه المسابقة في تطور دائم ونجاح مستمر. وأوضح سموه أن هذه المسابقة التي تُقام سنوياً تهدف إلى تحفيز الطلاب وتطوير وتجديد معلوماتهم إلى جانب حفظ القرآن الكريم وفهمه، لافتاً النظر إلى أن الفائزين في المسابقة سيتاح لهم ابتداءً من العام القادم فرصة زيارة مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، وللمدينة المنورة.
تعزيز الأواصر
وأكّد مدير عام مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية صالح بن إبراهيم الخليفي أن مسابقة الأمير سلطان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية لدول آسيان والباسفيك ليست فقط برنامجاً ثقافياً تبنته المؤسسة في إطار جهودها لنشر تعاليم الدين الصحيح، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، وتعزيز الأواصر بين المسلمين في أرجاء العالم، بل هي أيضاً صورة من صور مكرمات سلطان الخير، مؤسس المؤسسة لخدمة كتاب الله الكريم.
وأعرب الخليفي عن اعتزازه وفخره وكافة منسوبي المؤسسة بما تحظى به المسابقة، من تفاعل واهتمام من العديد من الدول، مشيراً إلى أن تنافس ممثلي 25 دولة يعكس مكانة المسابقة ودورها المتنامي لافتاً إلى أن المسابقة التي أسسها وتكفّل بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ويرعاها ويدعمها صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، رئيس مجلس الأمناء تمثّل صورة رائدة من صور اهتمام المملكة بخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية، وتجسيداً لتكامل جهود الدولة ومؤسسات العمل الخيري.
ووجه الخليفي تحية تقدير وعرفان إلى وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة ووزارة الشؤون الدينية بإندونيسيا وسفارة خادم الحرمين الشريفين في جاكرتا ومكتب الملحق الديني في السفارة، وكذلك الأمانة العامة لمسابقة القرآن الكريم الدولية بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ولجنة التحكيم والعاملين في تنظيم فعاليات المسابقة وتوفير كل مقومات النجاح لها.
وأكد أن توجيهات سمو رئيس مجلس الأمناء صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان ومتابعة سمو الأمين العام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان وراء الحرص على تطوير هذه المسابقة واستمراريتها وإضافة المزيد من الفعاليات في كل دورة، مشيراً إلى أن رعاية فخامة الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو للحفل الختامي تعكس مدى الاهتمام بهذه المسابقة المتفرّدة.
إلى ذلك عدَّد الملحق الديني في السفارة السعودية في إندونيسيا الشيخ سعد بن حسين النماسي مخرجات المسابقة وما حققته من أهداف على مدى الدورات السابقة وقال: «من أجل أهداف المسابقة تنشئة أجيال من الأمة الإسلامية لتحمل مشاعل النور والهداية والدعوة إلى الله ولتسهم في بناء حضارة الإسلام من خلال المشاركة الفاعلة في مجتمعاتهم، ولأعوام مضت بفضل الله شارك مئات الحفاظ وتخرّج مئات المحكمين وفي عام المسابقة الوطنية التاسع الحق العنصر النسائي تلبية للطلب وكانت النتائج أكثر من إيجابية.»
وأضاف النماسي: «تأتي هذه المسابقة المباركة مسابقة الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز للقرآن الكريم والسنة النبوية عناية ورعاية بمصدر التشريع للأمة الإسلامية تعزيزاً للقيم العظمى والمبادئ الكبرى التي جاء بها المصدران والتأكيد عليها.»
وأعرب الملحق الديني في السفارة السعودية عن شكره لقيادة المملكة العربية السعودية على رعايتها وعنايتها بالقرآن والسنة في الداخل والخارج ولوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ولحكومة إندونيسيا ممثلة في وزارة الشؤون الدينية ولمؤسسة الأمير سلطان الخيرية.
إلى ذلك أشار إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة الشيخ صالح بن عواد المغامسي إلى أهمية فضل القرآن ومكانته وفضل قارئ القرآن وما يتصف به من أخلاق رفيعة وصفات فضيلة وعلو أجره، منوهاً بدور مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية, في خدمة كتاب الله الكريم والسنة النبوية . وأكد أن تنظيم مثل هذه المسابقات القرآنية الدولية يجسد مكانة المملكة العربية السعودية ودورها الريادي في العالم الإسلامي، موصياً بأهمية تدبر القرآن الكريم وفهم معانيه والعمل بما فيه . وقدّم الشيخ المغامسي الشكر لسمو الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز على رعايته لحفل تتويج الفائزين, داعياً الله أن يجزل له المثوبة.
نجاح مستمر
وهنأ سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية إندونيسيا أسامة بن محمد الشعيبي، الجميع بنجاح المسابقة التي تتطور كل عام, كما هنأ سمو الأمير خالد بن سلطان على نجاح المسابقة، والفائزين في مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للقرآن الكريم والسنة النبوية، وقدّم الشعيبي الشكر لحكومة جمهورية إندونيسيا وللجان المسابقة، مبرزاً أهمية المسابقة التي وصفها بأنها نموذج من اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالعناية بالقرآن والسنة, منوهاً بعمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وأكد وزير الشؤون الدينية الإندونيسي لقمان حكيم سيف الدين اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بهذه الجهود وهذا التوجه والاهتمام لخدمة الإسلام والمسلمين، مشيداً بما تقوم به مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية من جهد ورعاية لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية في دول آسيا والباسفيك . وأشاد معاليه بالتعاون بين المملكة وإندونيسيا في المجالات كافة ومنها التعاون الثقافي والإسلامي والعمل الدعوي.