عبدالحفيظ الشمري
تطور المفهوم البيئي هذه الأيام على المستوى المحلي والعربي والعالمي بات سمة ظاهرة وضرورية تحتاج إلى مزيد من العمل الجاد، والجهد الدائب في مجال البيئة وحمايتها؛ من خلال الكثير من أنماط الرعاية والمحافظة على بقائها، لتنهض بها، وتعيد ترتيبها، وتحل المشاكل التي مرت بها على مدى عقود.
فالبيئة في العصر الحديث طالها الكثير من التحول والتنوع مما جعل جل المرافق القائمة تقليدية، وتواجه تحديات حقيقية؛ فأصبحت بحاجة إلى علاج سريع. وذلك من خلال خطط تطوير البنية التحتية للبيئة، وتحسين الأداء، وإنشاء منظومات عمل جديدة كلياً، لتتلاءم مع هذا التحول النوعي في أنماط الحياة العصرية ومتطلباتها الكثيرة.
وحينما نقول إن البيئة تواجه تحديات كثيرة فإننا نعني أن المدن وما جاورها قابلة للتلوث، ومقبلة على معضلة صعوبة العيش بها، بسب انتشار المصانع والمعامل التي تجهز لنا متطلبات الاستهلاك اليومي؛ من أغذية، ومواد وأدوات بلاستيكية وزجاجية وورقية، وصناعات تحويلية، ومواد سائلة ومخلفات بناء قد لا يحسن التخلص منها بشكل سليم.
أما البيئة البرية والبحرية فإنها تواجه أيضاً هذه التحديات؛ بل إنها تعاني من قلة الاهتمام في مرافقها، وبنيتها، ومقومات بقائها، بل إن العبث بمكوناتها عن قصد أو غير قصد طال أجزاءً كثيرة منها، فباتت تعاني من فرط ما يعبث بها، أو ما يلقى بها من مخلفات قد تكون ضارة بحياة الإنسان وبيئته.
وقد نضيف إلى ذلك تحديات أخرى تواجه بيئتنا وهو الاعتداء على ما فيها من مكونات وحياة، على نحو قطع الأشجار، وإزالة الآثار، وتجريف الأراضي، والإسراف في نقل الرمال بدون عناية، أو مراعاة لاشتراطات سلامة البيئية وبقائها، لأن هناك - للأسف - من يعي أهمية البيئة في الحياة!
ولا ننسى أن نؤكّد على أن حماية البيئة وصيانتها هو عمل إنساني، وفعل اجتماعي ضروري؛ يجدر بنا جميعاً أن نتمثّله، ونتبناه، بل نجعله سلوكاً اجتماعياً راشداً، لنسعى بكل جد إلى حمايته، وتقديم كل ما تريده البيئة لتبقى لنا وللأجيال من بعدنا سليمة وبعيدة عن الأخطار.
كما أن هناك تحديات أخرى لا شك أنها تواجه البيئة وربما تسهم في ترديها وتراجعها وقد لا يكون للإنسان دور بها وهو العامل الطبيعي والمناخي الذي قد يتسبب في ندرة المياه وقلة الأشجار والغطاء النباتي، مما يتسبب بتحرك الرمال، وانطمار الكثير من الشواهد والبناء مما يعد إيذاءً حقيقياً للبيئة من حولنا.
ومن المؤكّد أن العمل المحلي في مجال البيئة لا يكفي حقيقة.. لذلك فإن البيئة لدينا تحتاج إلى ارتباط تكاملي وثيق بالمشروع البيئي العالمي؛ على نحو ما تقوم به منظمات تابعة للأمم المتحدة؛ مثل منظمة «الفاو» وغيرها من الجهات التي تمتلك الكثير من الخبرات والدراسات والمسوحات الميدانية لإنقاذ البيئة ورعايتها والإسهام في تنشيط الخبرات العاملة في مجالها.