صيغة الشمري
لدي قناعة خاصة كل يوم أزداد تيقنا بها، وهي أنه لا يمكن لمجتمع أن ينهض بدون أن تنهض به جامعاته، بعيدا عن العبارات المعلبة التي نقولها لنسد بها نهمنا الشديد للكلام لملء فراغ وقتنا وعواطفنا وعقولنا لابد من العمل بهذه القناعة المطلقة، عندما تريد أي دولة أن تصبح من دول العالم الأول عليها أولا أن تنشئ جامعات تضاهي جامعات دول العالم الأول وستصبح بعد عشرين عاما ضمن تلك الدول حذو القذة بالقذة، الجامعات هي الحل الأول والأساسي لبناء مجتمع حقيقي يستطيع أن يكون نداً لأي مجتمع آخر، إنها الأجنحة الحقيقة التي تحلق بأي مجتمع نحو السمو والعلو، لايتطور مجتمع يملك جامعات غير متطورة، لاتضيعوا الوقت في بحث عن حلول، أعيدوا النظر بمفهوم البنية التحتية واجعلوا أول بنودها التعليم بشكل عام والجامعات بشكل خاص، يجب على الدول العربية أن تسارع في الاستثمار في البشر وتعليمهم وتجهيز جامعات بمستوى جامعات دول العالم الأول، انظروا إلى ترتيب أفضل الجامعات في العالم وستجدون الدول التي تنتمي لها تلك الجامعات هي أيضا في قائمة أفضل الدول في العالم، الجامعات السعودية يبدو أنها هي التي ارتضت لنفسها أن تقبع في مكان متأخر بين جامعات العالم رغم عدم وجود عذر حقيقي لهذا التأخر والضعف غير المبرر، الفكر الإداري الجامعي الذي جعل مثلث هرم التعليم الجامعي يتسيده دكتور الجامعة وليس الطالب الجامعي هو الذي تسبب في هذا التقهقر المحزن، الفكر الإداري الجامعي الذي يسمح للدكتور الجامعي بأن يتبجح بإعلان رسوب طالب من أول يوم جامعي لمجرد خلاف في وجهات النظر أو حتى خطأ من قبل الطالب، هذا الفكر الإداري لايمكن أن يقود جامعات تنهض في مجتمع وتطوره، لم أستغرب عندما أعلنت الخدمة المدنية في آخر إحصائياتها عن المتعاقدين الأجانب في الوظائف الحكومية يبلغ عددهم في الجامعات ما يقارب 16 ألف موظف من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات، بينما أبنائنا الذين يحملون أعلى الشهادات من الخارج لا يجدون مكانا في هذه الجامعات، 16 ألف وظيفة حملة الماجستير والدكتوراه من السعوديين أحق بها، مع أمنياتي بأن يتم البحث في سبب توظيف هذا العدد من الأجانب في جامعاتنا التي نحتاج فيها للقدرات المميزة من أبنائنا، يجب مسائلة مدراء الجامعات السعودية عن الأسباب التي جعلتهم أكثر جهة يوجد بها موظفين أجانب !