سعد السعود
تحفل رياضتنا بالعديد من المتناقضات التي تمر على موسمها الرياضي كل عام.. بشكل نتفرد فيه عن بقية الأقوام.. وعندما تناقش أحداً ما في هذا التناقض الفج وذلك الكلام المعوج.. تجده يهرع إلى عبارة: إنها خصوصيتنا.. وإليكم قليل من كثير ما حدث في موسمنا من تلك الخصوصية:
- فقط في رياضتنا.. رئيس ناد يتبرع ويشتري تذاكر مباراة فريقه المهمَّة على ملعبه ويقدمه هديةً لجمهور النادي المنافس.. بل ويخرج في الإعلام ليبرر تصرفه.. إنها خصوصيتنا!
- فقط في رياضتنا.. رئيس ناد يطلب من جمهور فريقه الحضور طوال الموسم بل ويعتب عليهم لتغيبهم.. وعند الجد تجده يتغيب عن أهم مباراة.. ويتوارى عن الأنظار ولا يشعر بحجم ما يعانيه جمهور من معاناة.. إنها خصوصيتنا!
- فقط في رياضتنا.. رئيس ناد يشترط لاستلام الفريق خلوه من الديون.. وعندما يتم تلبية شرطه.. يتولى الرئاسة ويكبّد النادي تركة ثقيلة من المستحقات ويرحل.. دونما محاسبة له على ما سببه من كوارث مالية لناديه.. إنها خصوصيتنا!
- فقط في رياضتنا.. رئيس ناد يتهجم علناً على الإعلاميين.. بل ويتفاخر بسلخهم.. دون إدراك منه بأهمية الإعلام وبلا أدنى احترام.. والعجيب أن ذلك يحدث وسط تصفيق وتهليل بعض المؤيدين لهذا التجاوز.. إنها خصوصيتنا!
- فقط في رياضتنا.. يتم مفاوضة اللاعبين وقت سريان عقودهم.. من خلال إغرائهم بالأموال.. وعندما تتبيّن التجاوزات يهرب المُفاوض لأغبى عذر ويتستر النادي المخترق بذلك فيقبل التبرير الواهي ولا يعاقب.. إنها خصوصيتنا!
- فقط في رياضتنا.. يترك كل مدربي العالم.. ولا تتابعهم أعين الإداريين.. وتذهب البوصلة لمدرب ناجح في ناد آخر محلي.. فيتم إغراؤه بالمال.. فيستقيل بحجة الظروف من ذاك ويوقع لهذا.. إنها خصوصيتنا!
- فقط في رياضتنا.. يطرد المدرب شر طرده ولا يجد حتى (ليموزين) ليصل به للمطار.. ثم تجده بعد شهور يعود محمولاً على الأعناق لذات النادي.. والغريب أن الإدارة التي طردته هي من تعاود التعاقد معه.. إنها خصوصيتنا!
- فقط في رياضتنا.. يخرج المسؤول ويكيل الاتهامات لكل الجهات المنوط بها تنظيم المباريات.. فيقدح بهذا ويشتم ذاك.. وعندما تطالبه بالبيّنة لا تجد منه سوى شكوك وظنون.. دونما اكتراث منه بما يسببه من احتقان ودون خوف من عقاب.. إنها خصوصيتنا!
- فقط في رياضتنا.. تقوم إدارة النادي وإعلامييه بالتشكيك بالحكم المحلي.. وتطالب باستقطاب الصافرة الأجنبية.. وتتحدى بقية الفرق على ذلك.. وعندما يأتي وقت الحقيقة تجدها تبتلع كل الكلام الذي قالته وتنسى تحدياتها بلا حياء.. إنها خصوصيتنا!
هل يكشف العويس مصدر دخله؟!
بعدما قضى اتحاد الكرة بعقوبته على اللاعب والتي رأى الشبابيون عدم اكتمالها.. وصلنا لمرحلة التقاضي الأعلى وهي مركز التحكيم الرياضي.. فلا يزال الشبابيون يطالبون بكشف اللاعب محمد العويس لمصدر الأموال التي حصل عليها لشراء الفيلا والسيارة الفارهة.. ولكن هل مطالبة الشباب بذلك قانونية؟
استناداً إلى اطلاعي على عدد من الخبراء والمهتمين بالقانون الرياضي وآخرهم الأستاذ أحمد الأمير.. فإنَّ مطالبة الشباب نظامية وقانونية.. ويرجعون في ذلك إلى لائحة لجنة القيم والأخلاق في الفيفا والتي تنص مادته العشرين على عدم قبول أو منح هدايا.
كما تؤكد نفس اللائحة في مادتها الثامنة عشرة الفقرة الثانية إلى ضرورة تقديم المستندات اللازمة للكشف عن مصادر الدخل والأموال التي تلقاها اللاعب المحترف.. وبالتالي فإنَّ اللاعب ملزم بالكشف عن مصادر دخله والإفصاح والتعاون للتحقق من كل ذلك.
وعليه فإنَّ مطالبة الشباب للاعب لم تأتِ من فراغ.. خصوصاً أن مركز التحكيم الرياضي ملزم هو الآخر بتطبيق ما ورد في لائحة لجنة القيم والأخلاق الدولية.. بل نصت مادته السادسة على الرجوع إلى الأنظمة واللوائح الدولية في حالة عدم وجود نص.. وهو ما ينطبق على حالة اللاعب وناديه.. فلم تفعل لجنة القيم والأخلاق بالاتحاد المحلي بعد.. ولذا فلا مجال إلا بالارتكاز على اللائحة الدولية عند التقاضي بين الطرفين.. وهي ما تكفل الحق للنادي بمطالبته.. وتلزم اللاعب بكشف مصادر دخله.
آخر سطر
سعيد العويران باختيار الفيفا مشاركاً في المباراة الاستعراضية لأساطير الكرة العالمية على هامش اجتماع الجمعية العمومية.. سعيد نجم لم يصنعه إعلام ولم يغذيه تعصب.. لذا لازالت شجرة إبداعه وارفة حتى بعد اعتزاله لسنوات.