«الجزيرة» - علي الصحن:
وُفِّقت شرطة منطقة الرياض بإصدار بيان توضيحي ردًّا على بيان نادي النصر بشأن السماح بدخول جماهير نادي الهلال للمدرجات الشمالية والشرقية المخصصة عادة في مباريات الديربي لجماهير الفريق الأصفر؛ إذ تضمن البيان حقائق دامغة، وإيضاحات عدة، كشفت أسباب السماح لجماهير الهلال بالدخول، وردت على كل من حاول تسطيح الأمور، وتسفيه الرأي العام، واللعب على وتر الميول، وكسب المزيد من المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي، والكذب على الناس، والنيل من رجال نذروا أنفسهم لخدمة الوطن، بعيدًا عن الميول والألوان التي دأب البعض على اللعب بها من أجل تحقيق مكاسبه، ودون النظر إلى الصالح العام، والمصداقية، وتقديم الرأي المحايد الأمين.
وأقولها بصراحة.. إن شرطة الرياض لم تكن بحاجة لإصدار مثل هذا البيان، لولا أن البعض تمادى في كذبه، وتزوير الحقائق الماثلة أمامه، بشكل ربما يسهم في التشويش على الرأي العام، وتقديم صورة سلبية عن رجال الأمن والجهات الأخرى المنوط بها خدمة الجماهير الرياضية في جميع المناسبات. وهنا لا أدري ماذا يقول من ردد عبارات أو كتب تغريدات تشكك في رجال الأمن والجهات الأخرى المنظمة للمباراة.
هنا لا بد من القول إن بعض الإعلاميين والمغردين لا يتحمل وزره وحده، فهو إن كان غير صادق، أو صاحب آراء مخالفة للواقع، أو لا يفطن لخطورة ما يقول، فإن المفترض في الجهات التي تستضيفه ليتحدث أو يكتب أن تدرك أنه ليس أهلاً لا لحديث ولا كتابة، وهي - بلا شك - تتحمل جزءًا من المسؤولية. وفيما سبق حذرنا وحذر كثيرون مما تقدمه بعض البرامج الرياضية وما يُكتب في بعض الصفحات؛ بسبب ضعف إمكانيات القائمين عليها من معدين ومذيعين، وبسبب فتحهم الباب لمن هبَّ ودبَّ لكي يتحدث ويحلل ويقيِّم الأمور، ويزن كل ما يعرض أمامه، حتى لو كان لا يملك معشار المعلومة المفترضة للحديث عن أي موضوع.
من المؤكد أن الأمن ورجاله خط أحمر، لا يقبل المساس، ولا التشكيك، ولا التقليل من شأنه وشأنهم.. فقد أقسموا على كتاب الله، ونالوا ثقة القيادة الرشيدة - أيدها الله -، وأكدوا في كثير من المحافل أنهم أهل لما وُكّلوا به، ومحل ثقة من وثق بهم وأشاد بهم في كل محفل، ثم يأتي من يتجاوز ذلك كله، ويشكك في رجال الأمن من أجل كرة قدم، وبسبب تعصب مقيت، وغضب من لون وبطولات تأتي وتروح، والمنافسة عليها حق مشروع للجميع!
إن جميع الرياضيين يدركون أن الجهات الأمنية والخدمية الأخرى تقف على مسافة واحدة من جميع الألوان والأندية، وأنه لا يعنيها من يفوز ويخسر، بل هدفها تأمين الجميع، وضمان سلامتهم، وتقديم كل ما يحقق راحتهم منذ توجههم للملعب حتى عودتهم إلى منازلهم، وهي - ولله الحمد - حققت نجاحات واسعة في هذا المجال، وإنجازاتها أكثر من أن تُعد وأوسع من أن يحاط بها أو تُحصى.
أخيرًا.. بات من الواجب اليوم أن تعمل جميع الوسائل الإعلامية على فرز من تستقطبهم، وتبعد من أثبتت الأيام أنه ليس أهلاً للثقة، من أجل أن يظل الإعلام صادقًا أمينًا واضحًا في نقله للأخبار والأحداث، بعيدًا عن أساليب (يقولون) و(قال لي من أثق به) و(سباحين الحكواتية) التي تجاوزها الزمن.
شكرًا لشرطة منطقة الرياض؛ فقد جاء بيانها واضحًا مفصلاً، لم يترك شاردة وواردة إلا وعلّق عليها، وأوضح حقيقتها، وكشف كل شيء، ولم يترك للبعض فرصة للحديث ليهرفوا بما لم يعرفوا، أو يواصلوا افتراءاتهم بشكل ممجوج.