محمد بن علي الشهري
ثمة نوعيات من الظواهر التي تتحول مع مرور الوقت إلى ثوابت ومسلمات لا يمكن لأي متحذلق اعتاد على اعتساف المفردة أو توظيفها في غير محلها أو أغراضها، أو آخر اعتاد على اعتباط المعلومة في سبيل الضحك على سذج المدرجات.. أن يشوّهها، أو أن يخترع لها من الفذلكات أو التفسيرات ما يفرغها أو يخرجها عن مضامينها الناصعة، الراسخة، مهما حاول إلى ذلك سبيلا.
على سبيل المثال لا الحصر: الحميميّة التي تربط بين الهلال وبين لاعبيه ومدربيه الأجانب والعرب الذين تشرفوا بتمثيله خلال مسيرته، وتشبثهم ببقاء واستمرار تلك الحميمية وذلك الارتباط الوجداني التلقائي قائماً دون انقطاع، حتى بعد انقطاع أواصر المصالح الدنيوية بينهم وبينه منذ سنوات طويلة.
هنا لا نحتاج إلى فتوى لمعرفة كُنه هذا الأمر الذي لا يحدث إلا في الهلال الملكي، ذلكم أن المسألة تفسر ذاتها بذاتها.. وهو أن البيئة، والبيئة وحدها، مع إيفاء الحقوق، هي من تحكم العلاقات بين الكيان ومنسوبيه من جهة، وبين الوافد من جهة أخرى، وهي من تفرض ديمومة العلاقات الطيبة بينهم إلى ما شاء الله، أو تحيلها إلى ذكريات حزينة بائسة يتحاشى الوافد مجرد التفكير فيها، وإن فكر فيها أو ذكرها فهو لا يذكرها بخير، أقلّها وأهونها أن يقول إذا اضطر للبوح: كانت نقطة سوداء في حياتي، بل إن الكثير من العلاقات تكون نهايتها المحاكم؟!.
ثم يأتيك من يتساءل: لماذا الهلال أكثر تفوقاً وتوفيقاً؟!.
(فيلم هندي خمس نجوم)؟!
في ظني وفي تقديري أنه ليس بمقدور أحد أن يجاري النصراويين في فن (تهويل) الأشياء العادية سواء لهم أو عليهم، وإخراجها عن سياقاتها وعن طبيعتها، وتحويلها في كثير من الأوقات إلى (فنتازيات)، غير أنها كثيراً ما ترتدّ إليهم بعض تلك الصنائع فتحرجهم، وتجرحهم.
في عالم كرة القدم، وعلى مستوى العالم، ثمة حقيقة متعارف عليها فحواها: أن من الطبيعي والبديهي أن تفتك الفرق الكبيرة ذات القدرات والإمكانات العالية بالفرق التي لا تمتلك ذات المقومات، أو نصفها على الأقل عندما تقابلها، خصوصاً إذا كانت المباراة تعني للفريق الكبير شيئاً ذا قيمة.
كذلك فإنَّ من المتعارف عليه والمسلّم به في وسطنا الرياضي، أن تسجيل الأهداف بغزارة، وبمعدلات قياسية في شباك الفرق الأخرى، هي ماركة هلالية مسجلة دون منازع، وهو ما أثار حفيظة أنصار الفريق النصراوي الذين تفتقت أذهانهم عن وصف المناسبات التي يحدث فيها تسجيل تلك الكميات من الأهداف بـ (الأفلام الهندية).. غير أنه مع دورة الأيَّام أضحت الشباك الصفراء تستقبل تلك المعدلات القياسية من الأهداف، مثلها مثل شباك الفرق الضعيفة الأخرى التي سبق أن (طعنوا) في نزاهتها وشرفها، سواء بسواء.. وبذلك يصبح من حق الجميع وصف (خماسية) مباراة التتويج الأخيرة بـ (فيلم هندي خمس نجوم).