د. محمد عبدالله الخازم
عندما عقد اجتماع اتحاد الجامعات العربية بالرياض عام 2011م، تساءلت كيف نستضيف اجتماعاً لاتحاد أهلي للجامعات العربية، ونحن ليس لدينا اتحادنا أو جمعيتنا أو هيئتنا الأهلية للجامعات السعودية. وتكرر السؤال في ذهني عند حضور مؤتمر التعليم العالي مؤخراً. كل هذه الجامعات والكليات السعودية وليس لديها اتحاد أهلي يجمعها؟ ألم يحن الأوان لهذا الاتحاد أو الجمعية أن ترى النور؟
نمو كبير حظي به التعليم العالي بالمملكة منذ تأسيس أول كلية - كلية الشريعة بمكة - عام 1949م، حتى أصبح لدينا 38 جامعة وأكثر من 40 كلية أخرى، يُضاف لها كليات التعليم الفني والكليات العسكرية. تشرف وزارة التعليم والوزارات الأخرى، من الناحية الرسمية والإدارية، على الجامعات والكليات، لكن المملكة تفتقد وجود اتحاد، جمعية، أو هيئة غير رسمية ذات نفع عام تجمع في ظلها الجامعات والكليات السعودية، وتسهم في إيجاد الفناء الخصب لتبادل الخبرات وتنمية القيادات، وتوسيع العلاقات وتعزيز التعاون في ما بين الجامعات والكليات السعودية من جهة، وما بينها وبين الهيئات المحلية والإقليمية والعربية والعالمية من جهة أخرى.. من هنا أُطالب بإنشاء اتحاد أو جمعية التعليم العالي السعودية (الاسم يمكن نقاشه فعربياً يستخدم اسم الاتحاد وعالمياً توجد الجمعية العالمية للجامعات) لتسهم في أداء المهام التالية:
- دعم السياسات والمبادرات الوطنية في مجال التعليم العالي السعودي.
- دعم وتطوير التعاون والعمل المشترك بين الجامعات - الكليات السعودية.
- دعم البحوث والدراسات والنشر في مجال التعليم العالي بصفة عامة والمحلي بصفة خاصة.
- تنسيق جهود انتماء وتعاون الجامعات السعودية مع الهيئات الدولية ذات العلاقة.
- نشر الوعي بقضايا مؤسسات التعليم العالي المختلفة.
- غير ذلك من المهام الموازية للجهود الرسمية في هذا الشأن..
ومن وسائل تحقيق ذلك عقد لقاء / لقاءات لمديري ومسئولي الجامعات والكليات (مؤتمر سنوي أو على هامش مؤتمر علمي سنوي على سبيل المثال)، نشر مجلة وتقارير تختص بقضايا التعليم العالي، إنشاء موقع على الإنترنت، تشكيل وفود موحّدة تمثّل الجامعات السعودية في المؤتمرات / اللقاءات الدولية ذات العلاقة، إنشاء قواعد بيانات ذات علاقة بالتعليم العالي في المملكة، الاشتراك في الهيئات العالمية ذات العلاقة، عقد دورات تطويرية ذات علاقة كورش تطوير القيادات في التعليم العالي، إنشاء لجان ومجالس فرعية متخصصة، تنظيم / المشاركة في تنظيم معارض متخصصة، إلخ.
أكرر كتابة الفكرة. أمني نفسي بأنّ الزمن تغير ويفترض أن يتغير معه التفكير والخوف من المحاذير. مع التذكير، هذا الاتحاد أو الجمعية ليست من مهام وزارة التعليم باعتبارها أهلية، ولا يجب أن تتدخل فيها الوزارة سوى بالحد الأدنى الداعم لإخراجها للوجود، بما في ذلك منح الضوء الأخضر للمهتمين للمضي قدماً في تبني الفكرة، مثل ما فعلت الجهات التي لها علاقة بجمعيات ومنظمات أهلية…
بالمناسبة أذكر أنني طرحت الفكرة قبل عدة سنوات أمام أكثر من مدير جامعة فكانت إجابة أحدهم «لا تودينا في داهية». لم أذهب في داهية ولم يحاسبني أحد وأنا أكرر الفكرة، فلا خوف عليكم يا قادة جامعاتنا الكرام من طرح الفكرة للنقاش.