مها محمد الشريف
تبقى الرياض؛ عاصمة العرب التي تملك توجيه البوصلة العربية والإسلامية كلما فقد الآخرون اتجاهاتها الأصلية والفرعية معاً.. وكلما احتاجت قضايا الشرق الأوسط إلى إعادة الترتيب والأولويات.
هنا الرياض، هنا قبلة المسلمين وهنا وجهتهم السياسية.. وهنا تكتمل اليوم بوضوح ثمرة حراك سياسي سعودي واسع وملامح لإستراتيجية عربية وإسلامية واسعة تقودها أرض الحرمين الشريفين. وقائد الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز، ومنذ فترة والمتابع يلاحظ أن ثمة عملاً ممنهجاً يتحرك فيه قادة هذه البلاد وفق معايير تتواكب مع المتغيِّرات وتتفق مع أهمية المرحلة .
ودور المملكة التاريخي في القضايا العربية والدولية وأهمية مكانتها الإستراتيجية في العالم وما حققته عبر تاريخها القديم والحديث من إنجازات سياسية واقتصادية ومآثر إنسانية وقفزات حضارية وإنسانية هائلة طالت معظم محتاجي سكان الكرة الأرضية. وتنتهي بنا هذه الحقائق المتعددة إلى جملة من المفاهيم التي تأسس عليها دور المملكة العربية السعودية عبر قياداتها المتوالية وانتهاءً بقيادة خادم الحرمين الشريفين، حيث تمثّل هذه الدولة الركيزة الأساسية في حفظ أمن واستقرار المنطقة وصمام أمانها بما بذلته وتبذله من جهود عظيمة من أجل الدفاع عن المصالح العربية والإسلامية المشتركة ومكتسباتها الاقتصادية والثقافية والدعم الدائم لتماسك ووحدة الصف واجتماع الكلمة بين الأشقاء.
هذا على مستوى البعد العربي أما على المستوى الخليجي فثمة قمة أخرى ذات أهمية بالغة وجهود كبيرة تبذلها المملكة لتعزيز الدور الخليجي المشترك وتطويره، بما ينعكس على نصرة قضايا الأمة العربية والإسلامية. وعلى وحدة المواقف من القضايا الساخنة والمتشعبة في المنطقة، وستعقد أيضاً القمة السعودية- الأمريكية، بحضور الرئيس الأمريكي ترامب في 23 من الشهر الجاري أثناء زيارته التاريخية التي خص بها المملكة كأول وجهة رسمية لفخامته خارج البلاد وعندما يعقد ترامب قمة مع القيادة السعودية فهو يعيد الأمور إلى وضعها التاريخي؛ فالعلاقات السعودية الأمريكية هي أقدم العلاقات الأمريكية مع دول المنطقة وهي الأقوى..
ثم السعودية اليوم تقود تحالفاً إسلامياً مهماً يتكون من أكثر من أربعين دولة.. ومن المقرر أيضاً عقد اجتماع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في قمته نصف السنوية، ومن المقرر أن يشارك ترامب في القمة الإسلامية-الأمريكية، التي من المنتظر أن يحضرها رئيس وزراء باكستان نواز شريف، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعدد من قادة الدول العربية والإسلامية التي تشارك في التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب.
ويتمنى الجميع لهاتين القمتين تحقيق الأهداف والآمال المرجوة بما يخدم قضايانا الخليجية والعربية والإسلامية، ومباركة العمل من أجل إرساء قواعد صلبة للعلاقات الإستراتيجية الوثيقة والتعاون الوطيد مع الولايات المتحدة الأمريكية بدءاً من مواجهة الإرهاب وانتهاءً بإعادة التوازن في العالم بما يرسخ السلم ويدعم التنمية في شتى المجالات والقضايا الإنسانية في كل مكان..