د.عبدالعزيز العمر
ظهر في مؤسسات التعليم مؤخراً مفهوم المواطن العالمي (Global Citizen)، وهو مفهوم أصبح يشكل هدفاً تربوياً تسعى إلى تحقيقه كل النظم التعليمية. المواطن العالمي في التعليم هو طالب برز لديه بعد عالمي في نمط تفكيره وفي شخصيته، ويشعر بكونه منتمياً جزئياً إلى مجتمع عالمي يشترك معه في كثير من القيم والهموم السامية، وهو يحترم قيم وعادات هذا المجتمع العالمي، وينظر إلى ممارساته ويوجه تفكيره في ضوء معايير هذا المجتمع العالمي. إنّ إحساس الطالب بعالميته لا يعني بالتأكيد مسخ هويته، بل ما أجمل أن يجتمع لدى طالبنا بعد عالمي في تفكيره وشخصيته مع اعتزازه بهويته. ومما سهل من تعزيز إحساس الطالب بعالميته ما حدث من انفجار في نظم المعلومات والاتصال، وانتشار للتكنولوجيا بشكل غير مسبوق، وتيسر حركة انتقال الناس بين أطراف هذا الكوكب. لقد عزز كل ذلك من تواصل طلابنا مع نظرائهم في كافة المعمورة، ولم يعد طلابنا يعيشون في عزله عما يحدث في أي مكان على سطح الأرض. وكمثال على بروز جانب العالمية في شخصيات طلابنا، لاحظوا كيف تجاوزوا في انتمائهم الرياضي الفرق المحلية إلى فرق عالمية. عندما ننجح في جعل طالبنا يفكر في بعد عالمي، فهذا يعني أنّ طالبنا أصبح يتقاسم مع بقية طلاب العالم النظر إلى أفكار وقيم عالميه سامية تتعلق بنشر الأمن والسلام، وحفظ حقوق الإنسان، ومحاربة كل أشكال ظلم الإنسان من مجاعة وجهل وحروب وفقر وتدمير ممتلكات وتلوث بيئي وانتشار مخدرات .. الخ. العالمية أيضاً تظهر بوضوح في ديننا الإسلامي، فهو دين قد جاء (للعالمين) و(للناس).