خالد بن حمد المالك
كنا على موعد هذا الأسبوع مع عدد من طلاب المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية المسمى بمعهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، في جلسة حوار ونقاش ضمن زيارتهم لصحيفة الجزيرة، برفقة المشرف على البرامج التأهيلية بالمعهد الدكتور خالد بن إبراهيم العلي وأستاذ المادة والمشرف على إدارة التعاون الدولي الدكتور فهد المليكي ومدير العلاقات العامة ماجد الخضير.
* *
كان الحوار مفتوحاً وصريحاً، تناول زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة، والرؤية 2030 وبرامج التحول الوطني، والوضع الأمني والاقتصادي والسياسي في المنطقة وعلى مستوى العالم، وامتد النقاش إلى العلاقة والشراكة بين الإعلام والدبلوماسية، ثم إلى الاستعدادات التي تجري لزيارة الرئيس الأمريكي، والقمم الخليجية والعربية والإسلامية التي ستعقد في الرياض، بحضور الرئيس ترامب.
* *
تشعب الحوار، وامتد النقاش إلى إثارة موضوعات أخرى كثيرة، بعضها كان الحديث عنها مفصلاً، وبعضها كان مروراً سريعاً عليها، وكان الطلاب بحضور أساتذتهم تبدو من مداخلاتهم تمكنهم من اللغة الدبلوماسية، ومن قدرة على الحوار، وتهيئ للمداخلات بأسلوب علمي وإعلامي ودبلوماسي رصين، وامتلاك لمخزون جيد من الثقافة والمعلومات العامة للمشاركة في مثل هذه الأجواء.
* *
انطباعي الأولي، أن قبول هؤلاء كمتدربين في معهد الأمير سعود الفيصل، لم يتم عشوائياً، ولم تتدخل العاطفة في انتقائهم بين المتقدمين، إذ إن الملاحظة السريعة تجعلني على ثقة بأنهم مهيَّئين للقيام بما سيكون ضمن عملهم في البعثات الدبلوماسية وفي وزارة الخارجية، إذا ما أنجزوا ما هو مطلوب منهم، وأظهروا الجدية في العمل.
* *
ما لفت نظري أكثر، حين كنا نتحدث عن زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة للمملكة، ومشاركته في القمم التي ستكون ضمن برنامج الزيارة، ذلك المقترح الذي تقدم به أحد الطلاب وأراه شخصياً جديراً بالتنفيذ، رغم ضيق الوقت، وما يتطلب تنفيذه من استعدادات مبكرة، كي يظهر بالمستوى المطلوب الذي يليق بهذه المناسبة، ومنطلقي في ذلك أن وزير الثقافة والإعلام الجديد معالي الدكتور عواد بن صالح العواد، يمتلك رؤية إعلامية ودبلوماسية، وبين يديه من الإمكانات ما سوف يساعده على تنفيذ هذا المقترح.
* *
ماذا يقول المقترح الذي طرحه المتدرب في المعهد ياسر بن حامد سندي؟ إنه باختصار شديد يقترح على معالي الوزير أن تكون هناك عدة قنوات مؤقتة تتحدث بلغة المشاركين في القمم الإسلامية والعربية، حتى يواكب الجميع ويتابعوا هذا الحدث المهم، بحسب اللغة التي يفهمها ويتحدث بها من ينتمي لهذه الدول، حين يصل البث إلى حيث تكون شعوب هذه الدول المشاركة في المؤتمر.
* *
وللتوضيح أكثر، فإن هناك إمكانية لتحقيق هذا المقترح بأقل التكاليف وأقل الجهد، وذلك بأن يتم استثمار القنوات الرياضية، وقنوات الثقافة والأطفال والاقتصاد، بتحويلها بشكل استثنائي ومؤقت في تخصصها وموادها لتغطية هذا الحدث المهم، وهذا ما سيجعل من تحقيق المقترح ممكناً، حتى وإن كانت الفترة الزمنية بين بدء زيارة الرئيس الأمريكي وكتابة هذا المقال قصيرة جداً.
* *
أنا أثق بقدرة معالي الوزير في تحقيق هذا المقترح، وأعلم جيداً أنه إذا ما فكر بمثل ذلك فسوف ينجزه، فتجربته الإدارية في قطاعات كثيرة، وخبرته الدبلوماسية، والإمكانات المتاحة في الوزارة فنياً وبشرياً، والدعم غير المحدود الذي سوف يلقاه هذا المقترح لتحقيقه من قبل القيادة العليا، كلها أسباب للتفاؤل، وتوقع بالأخذ بالمتقرح وإنجاحه.
* *
هذا المقترح ليس مني، وإنما هو من الأخ ياسر سندي، كما أشرت، وليس فيه لي إلا التفاصيل التي ربما لو كان لدى صاحب المقترح من الوقت لأعطى المزيد من التفاصيل عنه، وبالتالي لتحدث بما قلته، وأكد على ما رأيته، ونادى لإنجازه كما فعلت، فلعل هذا المقترح يولد من رحم وزارة الثقافة والإعلام، ويكون من بين إنجازات الوزير في الشهر الأول من تسلمه حقيبة الوزارة.