د.عبدالله الغذامي
في دراسة أمريكية عن تزايد العنف بين المراهقين تم الربط بحثيا بين مكوثهم مع الهواتف الذكية وتنامي النفور الاجتماعي من جهة، والنوازع العدوانية، لغة وسلوكا من جهة مقابلة، حيث تتصاعد عندهم حالات الكذب، والمضاربات، وسوء السلوك، في الأيام التي يزداد مكثهم فيها مع الأجهزة، وكانت الدراسة عن الأطفال ما بين 11- 15 سنة، حيث تظهر الحال واضحة في نقص التركيز عندهم وفي عنفهم وانعزاليتهم. ويتصل هذا مع الإكثار من الألعاب الكمبيوترية، وملاصقة شاشات التواصل.
ويلحظ الدارسون صعوبة السيطرة على العنف لدى هؤلاء بسبب ميلهم للتلاحم مع حالات اللعب المبرمج مما يزيد من انفصالهم عن الواقع الحي. ويشير التقرير أن الذهن البشري يتحفز مع جرعات من الدوباماين (dopamine) كلما رنت رسالة على الجوال أو أي معلومة غريبة تصل عبر الأجهزة، وهذا يزداد مع زيادة وقت المكث كما هي ممارسات الأطفال مما يفاقم الوضع عندهم لما لديهم من رغبات محفزة في تحقيق ذواتهم عبر تخيلاتهم، مهما بلغت غرابتها وعدم واقعيتها، وفي الدراسة ميل إلى تفسير البلطجة الإلكترونية لهذا السبب، وقد تتفاقم أكثر مع ازدياد المكوث على الأجهزة.
وقارنت الدراسة بين ساعات المكوث لساعتين وثلاث، وتصاعد أثرها عما لو كانت ساعة واحدة في اليوم (الدراسة منشورة في جريدة الديلي ميل البريطانية 3/5/ 2017).