هالة الناصر
انتشر مقطع مصور من قناة أطفال يظهور حيوانات كرتونية تقول وتكرر جملة (أنا مش مزنب)، انتشر المقطع في وسائل التواصل الاجتماعي مصحوبا بعبارات تحذر من المقطع لأن هذا الكائنات الكرتونية التي تسمى مجازا حيوانات تقول (أنا مش مسلم)، طبعا هذا يكشف عن الحرب الضروس التي يشنها الكثيرون من بسطاء مؤدلجين ضد هذه القناة التلفزيونية بتحريض لأهداف معلومة للعارفين ببواطن الأمور، كما أنهم يشنون حربا على جميع القنوات التلفزيونية التي تحاول تفكيك سيطرتهم على العقول والتحكم بها كما يتحكم الراعي بقطيع من الأبل، يجيشون عواطف البسطاء حتى أصبحوا مستفزين جدا ومتوجسين بشكل مخيف تجاه كل مايمكن تأويله بأنه قد يكون ضد الدين، حتى أصبحوا يطاردون العلامات التجارية والأشكال الزخرفية بشكل يدعو للتعجب من قدرة هؤلاء المتحكمين على تحريك ملايين الناس يمنة ويسرة حسب هواهم وماتقتضي مصالحهم، مقطع (مش مزنب) يحوي حيوانات قميئة من صنع الخيال ولاتمت للواقع بصلة وقد تحدث نفس ردة الفعل لو قالت هذه الحيوانات (أنا مزنب) وتم تفسيرها وتهويلها بأنه يقول أنا مسلم ويبدأ بأن هناك هجوما مخططا له ومؤامرة تحاك ضد أجيالنا، وغير ذلك من الجمل والعبارات التي تعودنا على سماعها منذ ربع قرن ولازالت تستخدم لتأجيج المشاعر وزعزعة أمن المجتمع واللعب على وتر الحرص عليه من عدو مجهول سيغزونا ويشتتنا ويذهب بنا إلى الجحيم، المقاطع والصور التي تنتشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي هي أقرب لكذبها من تصدقيها، ومعرضة بشكل دائم للتحريف والفيركة بشكل يجعلك - مهما كنت متخصصا- تشك بأن ماتراه حقيقة بدون أدنى شك، ولازال الكثير من اتباع تنظيم محظور يمارسون مهاراتهم الإعلامية التي أكسبتهم أحيانا مهارات إعلامية خارقة مكنتهم من تجاوز الكثير من الإحراجات أمام المجتمع نتيجة اكتشاف أمر أكاذيبهم وفبركاتهم، والمذهل أكثر هو تجاوزهم لخطورة وسلبية تصريحات مسؤولين كبار تحذر منهم ومن فبركاتهم بشكل يدعو للذهول والاستغراب، فهم يختلقون أزمة رأي عام تشغل الشارع عن التركيز على التصريح السلبي أو الحدث الذي يكشف من خطورتهم على المجتمعات العربية،اذهب ودقق من الذي قلب جملة (مش مزنب) ليجعلها (مش مسلم) لتعرف ملامح اليد القذرة التي تقف وراء هذا التحريض والتهييج والزعزعة!