الزلفي - خالد العطاالله:
في السابق كان الحضور الجماهيري كبيراً، وذلك لعدة عوامل؛ منها وجود قناة واحدة للنقل، وكذلك عدم وجود استوديوهات تحليل فني، وأيضاً ندرة المعلقين المبدعين، وفي هذا الوقت فضل شريحة كبيرة الجلوس أمام الشاشات في ظل احترافية الإخراج التلفزيوني، والتحليل الوافي من محليين لهم اسمهم الكبير، وكذلك وجود معلقين لهم ثقلهم في هذا المجال، ومن هذا المنطق أصبحت العملية احترافية 100 في الهلال فحرصت القنوات على استقطاب المعلقين والمحليين المتميزين، وهو ما فعلته قناة إم بي سي برو سبورت فقد نجحت في التعاقد مع فارس الخليج المتميز بنبرة صوت ومفردات حصرية ميزته كثيراً عن غيره، وزاد تميزه بثقافته الواسعة وإطلاعه الكبير، وكذلك سرعة بديهته، فنادراً ما يقع في موقف حرج.
فارس عوض المعلق الجميل أو (ملح دوري جميل) وُفق كثيراً في حياديته فلا تستطيع استنتاج ميوله مهما حاولت وهذا هو الاحتراف الحقيقي الذي ينشده الجميع، ودليل ذلك أنه أصبح مطلباً ملحاً للجمهور السعودي بعد تجربته الأولى مع قنوات أبوظبي، فقد أرضى الجميع رغم أن الجمهور السعودي من الصعب إرضاءه، لكن (فارس) استطاع أن يُرضيهم، فكل جولة ينتظر عُشاق الأندية أن تكلفه القناة معلقاً لمباراتهم، فهذا الحب الكبير لفارس نتيجة احترامه لجماهير الأندية عموماً، فلو كان متميزاً بصوته ووصفه وثقافته ولكنه ينحاز لفريق دون آخر لفقد هذا الحب والاحترام، فهنيئاً لنا بفارس، وهنيئاً لفارس بحب الجمهور السعودي.
وكلنا أمل أن يظهر لنا أكثر من فارس، فالمعلق هو من يُحرك الحماس لدى المشجع في المباريات الميتة، ويزيد من ثقافتهم الرياضية بشتى مجالاتها.