عزيزي الخريج: مبروك أولا على حصولك على شهادة حقيقية معتمدة تعبت وصبرت وكافحت من أجلها حتى وفقك الله للحصول عليها.
عزيزي: معظم الذين تخرجوا قبلك حصلوا على الشهادة، لكن هذا لا يعني أنهم يعملون في وظيفة أحلامهم، وكثير منهم ينتظر وظيفة حكومية لسنوات وهو ساكن في بيته ومع أصدقائه وعالة على والديه والعمر يمضي.
عزيزي: هل تعتقد ان بداية النجاح والشهرة تكمن في الحصول على الشهادة، ربما تكون سببا لذلك لكن هناك نماذج لأشخاص غيروا العالم الحديث وهم لم ينالوا الشهادة ولكن نالوا شهادة سوق وعالم العمل من أوسع الأبواب وأصبحوا علماء غيروا العالم من أمثال ستيف جوبز وبيل جيتس. وهناك الصيني جاك ما الذي فشل في اختبار الالتحاق بالجامعة ثلاث مرات لكنه انطلق في سماء سوق العمل بتأسيس شركة علي بابا للتجارة الإلكترونية بعد سنوات من العمل الجاد والمركز والعقبات، والآن يعتبر جاك ما من أغنياء العالم.
عزيزي الخريج: نعم الشهادة مهمة في إثبات أن الشخص لديه القدرة والإمكانية على مزاولة مهنية تعلم أبجدياتها في الفصول الدراسية، والشهادة تكمل أشياء أخرى أساسية إذا أردت النجاح مثل تطوير مهاراتك وإلمامك بالتقنية أو أي أمور أخرى صلبة قد تغير مجرى حياتك، لتكون مواطنا لامعا في سماء وطننا المعطاء، ذلك الوطن الذي بذل المستحيل وجلب لك أساتذة في فصولك الدراسية من شتى بقاع الأرض من أجل أن تنال هذه الشهادة لتخدم دينك ووطنك وولاة أمرك.
عزيزي: هل الشهادة دليل كفاءتك؟، وهل ثقافة الإبداع وتطبيق المعرفة مغروسة لديك؟. لا تستعجل على الإجابة ولكن أمامك متسع من الوقت لتفكر فيهما، وتختار طريقك الذي يقودك للنجاح في حياتك العلمية والعملية. النجاح يحققه فقط الذين يواصلون المحاولة بنظرة إيجابية للأشياء، وعندما تصل إلى عمق معنى كلمة النجاح ستدرك حينها انها ببساطة تعني الإصرار والتركيز.
أخيرا عزيزي الخريج:
أختم لك رسالتي الموجهة إليك بقول الشاعر العظيم ابي الطيب المتنبي:
وما مضى الشباب بمسترد
ولا يوم يمر بمستعاد
بمعنى ما مضى من عمرك لن يعود...... فاملأه بالعمل الصالح والمفيد.
** **
- أستاذ الرياضيات التطبيقية المشارك في جامعة القصيم.