وأحسن أخلاق الفتى وأجلّها
تواضعه للناس وهو رفيع
دوماً أبناء الشيخ محمد بن صالح يوفقون في حسن اختيار من يرعى ويضيء حفل جائزة والدهم السنوية، مما يكون له بالغ الأثر الجميل في نفوس المكرمين من حفظة كتاب الله العزيز ومن المتفوقين في التحصيل العلمي والإبداع والمتميزين من ذوي القدرات الخاصة وتكريم الفائزين بجائزة التميز للإشراف التربوي بإدارة التعليم في دورتها الثالثة عشرة، فتشريف صاحب السمو الملكي الأمير المحبوب الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود آل سعود أمير منطقة القصيم لرعاية حفل الجائزة السنوية مساء يوم الأحد 4/8/1438هـ المقام بالقاعة الكبرى بفندق الريتزكارلتون بمدينة الرياض، ما هو إلا دليل قاطع على حب أصحاب الجائزة وعلى علو مكانة الأمير الفاضل القادم من منطقة القصيم تلبية لدعوة أسرة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان -رحمه الله- وبارك في خلفه البررة بنين وبنات، فالأمير -أبو سعود- لم يفته يوم فيه أجر وشرف دوماً منذ تربعه على قمم المناصب العالية المنوطة به خدمة لدينه ووطنه والمواطنين، مما يجعل النفوس تميل إليه حباً واحتراماً:
وإنما المرء حديثٌ بعده
فكن حديثاً حسناً لمن روى
وقال الشاعر عبد الله بن المعتز حاثّاً على اغتنام الفرص ليبقى ذكر الإِنسان خالداً طرياً تلذّ الأسماع له:
فأحي ذكرك بالإحسان تزرعه *** يجمع به لك في الدنيا حياتان
ولقد اكتظت قاعة الاحتفالات بالفندق بأعداد غفيرة لم يعهد مثلها من الضيوف ومن أولياء أمور الطلبة المتفوقين لكلا الجنسين، ثم بدئ الحفل بترتيل آيات من القرآن الكريم تلاها الطالب الفائز سلطان بن سعود المالكي « إعاقة بصرية»، بعد ذلك قُدم عرض عن المواهب الفنية للفائزين بالجائزة: طارق عبده جبيلي «إعاقة سمعية» وسعود بن عبد الله الباهلي « إعاقة فكرية»، ثم فيلم وثائقي عن سيرة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان العطرة صاحب الجائزة -رحمه الله-.
وفي أثناء عرض ذاك الفيلم حلق بي الخيال بعيداً.. متذكراً حضوره لنادينا الأدبي بدار التوحيد بمدينة الطائف عامي 71/1372هـ وحضور أمير الطائف عبد العزيز بن فهد بن معمر ومساعده الاستاذ ناصر بن معمر ومعالي الشيخ محمد سرور الصبان - رحمهم الله جميعاً- حيث كان وكيلاً لوزارة الدفاع والطيران وقت تولي صاحب السمو الملكي الأمير الراحل منصور بن عبد العزيز وزارة الدفاع -رحمه الله- واستمر طويلاً مع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز -رحمه الله- الذي انتقل إلى رحمة الله يوم الأربعاء 7/8/1438هـ تغمدهم الله بواسع رحمته معزياً الأسرة المالكة برحيله.
وكان أبو سلطان يدعونا مراراً إلى قصره الواقع بحي العزيزية شمال مسجد الهادي، فمنزله بمثابة الصالون الأدبي يؤمُه الكثير من الأدباء والوجهاء ومحبيه:
حبيب إلى الزوار غشيان بيته
جميل المحيا شب وهو كريم
ولقد استطردنا في هذا المقال تلذذنا لذكر حبيبنا الشيخ محمد أبو سلطان -رحمه الله-
وبعد انتهاء الفيلم الوثائقي قدمت أمين عام الجائزة الأستاذة الأديبة حصة بنت عبد الله بن صالح آل الشيخ كلمة جزلة عن إنجازات « سنابل الجائزة « بعد ذلك كلمة المشرف العام على الجائزة الدكتور ناصر بن علي الموسى أفاض فيها، منوهاً بالأعمال الجليلة التي قدمها الشيخ محمد ويقدمها أبناؤه الكرام وبناته الفضليات:
خير ما ورث الرجال بنيهم
أدب صالحٌ وحسن ثناء
بعد ذلك جرى تكريم الفائزين والفائزات وتسليم الجوائز لهم من يد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل راعي الحفل، ثم كلمة الأسرة الكريمة ألقاها الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان شكر فيها سمو الأمير راعي الحفل على تلبية الدعوة وحضوره من منطقة القصيم وهذا لا يستغرب فيمن سكنت محبته القلوب.
ثم مسك الختام كلمة راعي الحفل الحبيب صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم شكر فيها أبناء الشيخ محمد، منوهاً بنشاط الاستاذ سلطان وشقيقه منصور وبالأستاذة الفاضلة جواهر وبالأستاذة الأديبة حصة آل الشيخ مهنئناً جميع المكرمين بهذه الجائزة، داعياً للشيخ محمد بالمغفرة والأجر الجزيل.