«الجزيرة» - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - التهامي عبدالرحيم:
برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض احتفلت مدارس المملكة بتكريم الطلاب المتوقع تخرجهم من المرحلة الثانوية الذين بلغ عددهم مائة وخمسة وتسعين خريجًا وخريجة، حيث كرم سموه خلال الحفل الختامي الذي انعقد في المسرح الرئيس للمدارس مساء أمس طلبة الدفعة الخامسة عشرة من المسار السعودي والثامنة في المسار الدولي لقسم البنين.
وكان في استقبال سموه مدير عام التعليم بمنطقة الرياض الدكتور عبدالله المانع، والمشرف العام على المدارس الدكتور ناصر بن عبدالعزيز الملحم وأولياء أمور الطلبة ومنسوبو المدارس، وقد بدئ الحفل بآيات من الذكر الحكيم ثم بدأت مسيرة الخريجين. بعد ذلك ألقى المشرف العام على المدارس د. ناصر الملحم كلمة المدارس التي رحب فيها بسمو أمير منطقة الرياض وشكره على كريم استجابته لدعوة المدارس وتفضله برعاية هذا الحفل وتكريم الخريجين لهذا العام الذي يتوج عامًا آخر زاهرًا في مسيرة مدارس المملكة.
ومضى الدكتور الملحم في كلمته قائلاً: بتشريفكم يا صاحب السمو لأبنائكم الطلبة نعيش هذه الليلة أمسية جميلة من أمسيات الرياض، أمسية مفعمة بالفرح والإنجاز في منطقة الرياض، هذه المنطقة التي انطلقت منها مسيرة توحيد هذه البلاد، وتحتضن عاصمة هذا الكيان الشامخ، منطقة يسكنها ربع سكان المملكة، ويدرس فيها600 ألف طالب وطالبة في ثلاثةِ آلاف مدرسة، يشكل التعليم الأهلي والأجنبي فيها أكثر من عشرة في المائة، وبين هذه المدارس الأهلية تقوم مؤسسات تعليمية شامخة نحن اليوم في واحدة منها، مدارس المملكة التي أراد لها مؤسسوها أن تكون معلمًا تربويًا رائدًا ليس على مستوى منطقة الرياض فحسب، بل على مستوى العالم العربي.
وخاطب الدكتور الملحم أبناءه الخريجين قائلاً: أبناءنا الخرّيجين، أنتم تعيشون في عصر متغير، عصر تجاوز مفهوم «العالم قرية صغيرة» إلى «عالم في متناول يدك»، إنه عصر التسارع التقني. عندما كنتم في الصف الثاني الابتدائي وبالتحديد في عام 2007 م شهد العالم بداية تغيرات لعصر جديد تغيرت فيه قواعد الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي. ماذا حدث في عام 2007؟ لقد شهد إطلاق الآي فون والهواتف الفائقة الذكاء، وبدأ فيس بوك وتويتر بالانطلاق عالميًا، وظهرت لينكد إن، وواتس أب، وسناب شات، ويوتيوب، وغيرها من المواقع والتطبيقات، وأصبحت هناك سحابة إلكترونية عملاقة الكل يتلقى منها ويعطي من خلالها، وللأسف بلا حدود وبلا قيود، يلتقي فيها بلايين البشر وتدون فيها ملايين الصفحات يوميًا بحدود دنيا من الرقابة على المعلومات الدقيقة والزائفة.
عصر أصبح فيه للذكاء الاصطناعي تطبيقات أشمل، فنراه في السيارات الذاتية القيادة وفي تقنيات النانو وطباعة 3 دي وهندسة الجينات الوراثية، فما الذي يفرض عليكم أيها الأبناء؟ وما الذي علينا نحن التربويين أن نواجه من تحديات؟ لقد زادت الحاجة إلى دمج التقنية في كل التخصصات المهنية التي ستتوجهون إليها، وزادت الحاجة إلى مهارات التواصل والإبداع والابتكار، ولكنّ الأهم من ذلك هو أن تتعزز لديكم، أبناءنا، قيم الرقابة الذاتية والمسؤولية الفردية والاجتماعية. إننا بحاجة إلى ما تطرحه رؤية المملكة في أن نكون شعبًا حيويًا سريع التكيف مع عالم متغير.
أولياءَ الأمور الكرام، أهنئكم بتخرج أبنائكم الذين تفرحون بهم وهم يتخطّون مرحلة مهمّة في حياتهم إلى مرحلة أخرى، إن طلاّبنا هم مستقبل هذا الوطن الذي نتطلّع إلى أن يكونوا عمادًا له وعونًا لقيادته، ولذلك فنحن شركاء في بناء مستقبل واعد لهم وللأجيال من بعدهم.
إخواني وزملائي في مدارس المملكة، أتقدم إليكم جميعًا وإلى الزملاء في المرحلة الثانويّة بالشكر والتقدير على ما قدّمتموه خلال العام الدراسيّ وما ستقدّمونه هذه الليلة، وأخصّ بالشكر الاستاذ على البكري مديرَ المرحلة الثانويّة وزملاءَه وطلابه أعضاء لجنة الحفل على ما بذلوه من جهد طيلة الأيام الماضية لنسعد جميعًا بفرحة أبنائنا.
في الختام.. الشكر أوفره لصاحب السموّ الملكيّ الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض على تشريفه لنا، فأبناؤكم الخرّيجون، يا سيّدي، فخورون بأن يحظَوا بتشريفكم وتكريمكم لهم، وهذه الدقائق ستبقى ذكرى جميلة في أذهانهم، وتذكيرًا بأنّ المشاركة في رقيّ وطنهم وعزّته أمانة قد كُلّفوا بها، ومسؤوليّةٌ أنيطت بهم.
أحيّيكم جميعًا، وأكرّر ترحيبي بكلّ من شاركنا الليلةَ فرحة أبنائنا.
بعد ذلك توالت فقرات الحفل حيث قدم طلبة المدارس أوبريت «المملكة في قلب العالم» الذي اشتمل على عدد من اللوحات الوطنية المعبرة عمّا يتملك الطلاب من مشاعر صادقة تجاه وطنهم ومليكهم ومكانة المملكة على المستوى الإقليمي والعالمي، ثم قدم الطلاب العرضة السعودية التي أدى فيها الطلاب لوحة من تراثهم العريق حيث لاقت استحسان ومشاركة فعالة من الحضور.
بعد ذلك وزعت الدروع التذكارية على الخريجين والتقطت الصور التذكارية مع سموه بهذه المناسبة.
وقد تم تكريم أعضاء مجلس الآباء المنتهية دورته من قبل سموه الكريم، كما تسلم سموه درعًا تذكارية من المدارس بهذه المناسبة.
وقد غادر سموه الحفل مودعًا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.