فيصل خالد الخديدي
ذكرت الفنانة ندى النصار في مجموعة مقاطع لها بحسابها في برنامج السناب شات -وهو حساب محفز وملهم للشباب في الفنون التشكيلية وريادة الأعمال- قصة شابة صنعت من حلمها واقعًا بالإصرار والعزيمة والثقة بالنفس؛ فمن حجرتها الصغيرة في الجوف أطلقت حلمها بأن يكون لها حضور مختلف، وأن تكون مقدمة لفقرات تيدكس الرياض (وهو من البرامج العالمية والمحلية التي تسعى لوصول المواهب والمبدعين وعرض أفكارهم ومشاريعهم؛ لتصبح محل اهتمام كبريات الشركات والمؤسسات على مستوى العالم), فكان حلم الشابة أنفال كبيرًا، وطموحها لا حد له؛ فبدأت بالتواصل مع حساب تيدكس الرياض بتويتر بواقع أكثر من رد يومي على جميع إعلانات الحساب والعديد من الرسائل، وإصرارها على الحضور والمشاركة وأن تكون مقدمة البرنامج، وبعد طول تواصل وإصرار وصلتها دعوة لحضور الفعالية، ولم تكن مفاجأة وصول الدعوة أكبر مما جاء بعدها من عرض جميع مشاركات ورسائل أنفال بتويتر أمام حضور الفعالية وإتاحة الفرصة لها بأن تكون مقدمة لبعض فقرات البرنامج، فكانت على قدر الحدث، وقدمت نفسها بعد فترة صمت لم تطل، قدمت نفسها بشكل لائق ومبهر جدًّا؛ لأنها كانت مستعدة لتحقيق حلمها، أو كما قالت لندى أنها تملك محتوى.. إن اشتغال الفنانة ندى النصار على نفسها وتطوير ثقافتها وسعة اطلاعها وسعيها بأن تكون صانعة محتوى جيد عميق فكريًّا ممتع فلسفيًّا بعيدًا عن ثقافة الاستهلاك السطحي جعل منها فنانة ذات تأثير على من حولها، وسجلت حضورًا عالميًّا جيدًا في المجال الفني والاستثماري والتأثير الإيجابي الملهم.
الفنان المتجدد يحرص على أن يكون عميق الطرح واسع الأفق، يحمل ثقافة متنامية ورسالة ذات أبعاد فلسفية ورؤى فكرية، تمكنه من الارتقاء بطرحه، والوصول بفنه وإبداعه للأحلام والطموحات التي ينشد، ويكون مستعدًا دائمًا لهذه النجاحات بسعة الاطلاع وغزارة المحتوى الفكري والفلسفي والتقني، وبشكل تكاملي متكافئ الأطراف مكتمل الأضلاع؛ فالمحتوى الغزير للفنان ذي المصادر المتنوعة يظهر جليًّا على منجزه، ويقدم إبداعه كما يستحق. ومن فقد المحتوى في عمله ظهر منجزه باهتًا أسير السطحية، لا يتجاوز تأثيره سطح العمل.