خالد الربيعان
في عالم التسويق نهتم بكل جميل وما يخدم المنظمة أو النادي الذي تعمل به من خلال عناصر التسويق التي تجعل الجميع يتهافت عليك، ويطلب قربك، سواء بالشراء أو الإطراء أو القرب منك، وما حدث يوم الخميس الونيس الماضي هو باختصار (هلال ملكي) في التسويق!
ملكي بمعنى الكلمة.. ولم نشاهد التفوق في كل النواحي تقريبًا في تاريخ النادي كما رأيناه هذا العام تحديدًا، من حيث الصفقات: مدرب كبير جدًّا.. هادئ.. يعرف كيف يقرأ المباريات، والأهم أنه يعرف كيف يفوز.. وعرف كيف يرجع مرة أخرى شخصية البطل.. أن تتفوق بهدف فتبحث عن الثاني والثالث.. والخامس!
محترفون يستحقون لقب «محترف» فعلاً.. بعيدًا عن ميليسي المتألق: انظر لعمر خريبين وحدثني عن الهدوء والتألق والمستوى الثابت والرقي في التعامل مع الإعلام.. وثلاثية في مباراة التتويج!
نتائج رائعة في البطولتين الأكبر: دوري جميل ودوري أبطال آسيا.. هذه الأخيرة التي رأينا فيها الهلال بلونه الأزرق (القديم).. ليس سهلاً الفوز خارج الأرض، وبالأربعة!
التسويق جيد جدًّا! رعاة يفخرون برعايتهم للنادي وسط عاصفة من النتائج الجيدة في أكثر من فعالية.. داخل وخارج البلاد.. ورعاة آخرون جدد تعاقدت معهم إدارة لا نعرف كيف تمكنت بهذا الشكل.. وأين كان مختفيًا كل هذا؟!
حفلة التتويج هي ما تعنيني.. ما جعلها تخرج بهذا الشكل هو ما حدث بداية من الفريق نفسه داخل الملعب.. فوز في مباراة تتويج ومباراة قمة مع فريق كبير.. وفوز شرس بخماسية! وأتفق مع معلق المباراة الذي قال تعبيرًا جيدًا: إن الهلال هو من يلعب المباراة وكأنه لم يفز بعد بالدوري!.. هذه العبارة لها أكثر من معنى..
رقي جماهيري عالٍ شاهدناه في حفل التتويج.. نفدت تذاكر المباراة بالكامل قبلها بأيام.. مدرجات كاملة العدد، المشاركات الفنية البديعة بعد المباراة.. جولة اللاعبين في الطرقات بالباص المكشوف على الطريقة الأوروبية.. أعتقد ليلة لن تنساها جماهير الهلال لفترة ليست بالقصيرة.
اختتامًا بموسوعة الهلال التي تم كتابتها بأسلوب أدبي بديع.. ليمتزج مع المعلومات والصور.. بشكل يوثق ويوضح أشياء كانت غائبة.. تجسدت لتكون مرجعًا لمحبي النادي وعاشقيه من جهة، ودليلاً لا أجمل منه لمن يريد أن يعرف أكثر عن الهلال.. خاصة في مرحلة التخصيص القادمة..
أرقام هذا الموسم: فخر للنادي! فعلاً أرقام تعكس نجاح هذه المنظومة وقائدها.. أكثر من 60 نقطة في الصدارة، أعلى نتيجة في ديربي الرياض بين الهلال والنصر بخماسية.. أقوى هجوم.. أقوى دفاع.. أسرع هدف.. أكبر نتيجة طوال الموسم بسداسية.. فوز في كل المباريات خارج أرضه.. فارق أكثر من 11 نقاط بينه وبين وصيفه!
قبل ختام المقال أقول: الهلال الآن بعد كل ما ذُكر أعلاه حقل خصب جدًّا لتسويقه بطريقة فريق يبيع نفسه وبقوة، ولا أجمل من عبارة بديعة من موسوعة الهلال..: ليس بعد الهلال إلا بدر الفرح!
أخيرًا الجهد الرائع من المنظمين، سواء الاتحاد السعودي أو الرابطة أو إدارة الهلال، لا يغفله جاهل. أشكركم، وأشكر لكم حسكم التسويقي الذي أتمنى أن يستمر للأفضل والأعلى.
إدارة!
عند نجاح أي كيان فتش عن الإدارة.. فاللاعبون هم أنفسهم لاعبو الموسم الماضي باستثناء لاعب أو اثنين.. الإدارة التي تعرف كيف تدير وكيف تتعاقد وكيف تحفظ الكيان.. لا تحزبات في الهلال.. لا تكتلات في الهلال.. لا مجاملات في الهلال.. لا فساد في الهلال.. النتيجة: الهلال بطل كل شيء.. انتهى!