«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
جهد جبار يتم ولكن في أكثره بصمت ودون ضجيج، جهد متكامل مع أهم قضية تهم أي مجتمع في العالم وليس في بلادنا فحسب، وهي (الشباب والظواهر السلبية)، والشباب وهم يمثلون - كما هو معروف لكل إنسان - أكثر من نصف الحاضر وكل المستقبل، وهم التجسيد الحي لآمال الوطن وطموحه، ولا شك أن شباب الجيل الحالي وقد عاش ما في هذه الحياة من تحديات ومعاناة، الأمر الذي خلف في أعماقه رواسب ومفاهيم معينة تتجاذبها العديد من النوازع المضطربة، يتطلب منهم بذل كل الجهود لتجاوز المعوقات والتعامل مع كل ما يواجهونه في هذه الحياة من قضايا ومشكلات ومتاعب: مواصلة الدراسة.. والبحث عن وظيفة أمور مختلفة قد تقود البعض منهم للابتعاد عن جادة الصواب وعدم السير في الطريق المستقيم. ولعل من أهم القضايا التي يجدر الإشارة إليها في هذه الإطلالة هي الانتماء الوطني وإصلاح الذات من خلال إحياء القيم الأخلاقية والمبادئ الإسلامية التي تعلموها منذ المراحل الدراسية الأولى، والتي كانت وما زالت -ولله الحمد دائماً- جزءاً من تراثنا الحضاري وتقاليدنا.
أن الطريق إلى المستقبل والذي تشير إليه (رؤية المملكة 2030) يكمن في الجد وبذل الجهد والعمل وليس البحث عن الطرق السهلة للحصول على وظيفة ما؟! إلا أن الأمر يقتضي جهداً أكبر يشترك فيه رجال الدين والفكر ودور الإعلام المختلفة والمؤسسات التربوية والشبابية. شبابنا هم الرصيد الذهبي للوطن وماذا يشغل ذهن البعض أو القلة منهم هؤلاء الذين شوهوا صورة شباب الوطن بصور وحركات ومواقف ممجوجة وغير مقبولة. لقد شاهدنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد أبسط ما يقال عنها إنها تخدش الحياء وتمس كرامة الشاب السعودي الذي أبهر العالم بمواقفه الشجاعة من خلال وجوده في مختلف قطاعاتنا العسكرية، وحتى القطاعات المدنية الأخرى. فهو العامل المكافح منذ ساعات الصباح الأولى، وهو الفلاح الذي يشارك في تنمية وطنه زراعياً، وهو الطبيب الذي يسهر في المستشفى ليعالج إخوانه المواطنين. وهو وهو مئات الصور عديدة مشرفة لشباب الوطن في كل موقع في بلادنا، لكن هناك من يحاول بتصرفه الأرعن نثر الرماد على هذه الصور الجميلة، فهل يعقل أن يقوم مجموعة من طلاب إحدى المدارس من الشباب بتقليد عارضات الأزياء داخل فصل دراسي؟! وهل معقول أن يحدث هذا في معقل العلم.. تساؤلات عدة تقفز أمام هذا العمل المشين؟؟ كيف يحدث هذا، أليس هناك مراقبة في هذه المدرسة؟ أين المراقب في حالة غياب المدرس عن الفصل لسبب ما.. عندما كنا طلبة في المرحلة الأولى كان معلم الفصل عندما يضطر للخروج منه لظروف قاهرة كان يكلف أحدنا ممن يحسن الظن فيه بمراقبة الفصل.. ؟!
وماذا بعد أن التعامل مع قضايا الشباب يحتاج إلى تضافر الجهود من الجميع وأن يعي الجميع أيضاً أننا شركاء في مواجهتها البيت والمدرسة والمجتمع والأجهزة المعنية، لأن أثر سلبيات هذه القضية ينسحب على الجميع، لأن علاج ظواهر المجتمع الشبابي الخطيرة والمشينة لا يمكن أن يتم بإلقاء عبئها على طرف دون آخر؟!