«الجزيرة» - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - فواز الروقي:
ترأس صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، مساء أمس الأول الاجتماع الثاني للهيئة العليا لعام 1438هـ، وذلك في بمقر الهيئة في حي السفارات، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب رئيس الهيئة.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، قال سمو رئيس الهيئة، إن الاجتماع أقر مجموعة من الخطط والمشروعات الهامة لسكان الرياض، واستعرض سير العمل في مشروع قطار الرياض، الذي وصلت نسبة الإنجاز في أعماله 54 % حتى الآن بحمد الله، مشيراً سموهّ إلى أن تنفيذ المشروع يسير بدون عوائق، ووفق البرنامج الزمني المحدد له، وقد تخطى المراحل الأصعب من عمليات تنفيذه، والمتمثلة في حفر وإنشاء الأنفاق العميقة، فيما يواصل تنفيذ بقية عناصره، من محطات ومراكز المبيت والصيانة وغيرها. وأشار سمو رئيس الهيئة، إلى تتابع وصول عربات القطار إلى مدينة الرياض، تمهيداً لتركيبها على المسارات بعد اكتمال المشروع بمشيئة الله، منوهاً بالمعايير العالمية العالية التي جرى بموجبها إنشاء المشروع، والتي سيتم وفقها تشغيل المشروع مستقبلاً بمشيئة الله، والتي تحققت بفضل الله، ثم بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين، -أيده الله-، وسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد، -حفظهما الله-.
وبيّن سمو الأمير فيصل بن بندر، أن الاجتماع اطلع أيضاً على نتائج دراسة لاستطلاع رضا السكان عن جودة الحياة في مدينة الرياض، التي كشفت عن مستوى عال من الرضا حول جودة الحياة في المدينة، كما وافق أيضاً على عدد من مشروعات خفض منسوب المياه في مجموعة من أحياء مدينة الرياض الأكثر تضرراً بهذه المشكلة، مما سينعكس إيجابياً على حياة السكان في هذه الأحياء.
دراسة لاستطلاع رضا السكان عن جودة الحياة في مدينة الرياض
من جانبه، أوضح معالي عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشروعات والتخطيط بالهيئة المهندس إبراهيم بن محمد السلطان، أن الاجتماع، اطلع على نتائج دراسة استطلاع رضا السكان عن جودة الحياة في مدينة الرياض، التي أعدتها الهيئة العليا بهدف رصد توجهات واهتمامات السكان بشأن مجموعة واسعة من الخدمات والمرافق، والقضايا الحضرية والتنموية في المدينة، والكشف عن اتجاهات واحتياجات السكان المستقبلية. وأظهرت الدراسة، أن 76 % ممن شملهم الاستطلاع اعتبروا أن جودة الحياة في مدينة الرياض «أصبحت أفضل مما كانت عليه قبل خمس سنوات» وأنهم راضون بشكل كبير عن حياتهم، فيما أشار 88 % من السكان إلى أنهم واثقين في مستقبلهم ويتوقعون الأفضل خلال الخمس سنوات المقبلة بمشيئة الله، ومن بين أسباب هذا النتيجة، ارتفاع شعور السكان بالثقة والتفاؤل بعد إطلاق (رؤية المملكة 2030). وسجلت الدراسة مستويات عالية من رضا السكان عن جميع الخدمات العامة في المدينة تقريباً، غير أن أكثر القضايا التي سجلت أعلى مستويات الرضا، تمثلت في قضايا: السلامة العامة والشعور بالأمن بنسبة 84 %، والكهرباء بنسبة 77 %، والاتصالات بنسبة 76 %، والحدائق والمرافق الترفيهية بنسبة 75 %، فيما تصدرت قضبة «توفير المسكن بأسعار مناسبة، أهم القضايا التي تؤثر على جودة الحياة في المدينة بنسبة 48 %، تليها قضية توفر فرص العمل بنسبة 36 %، ثم قضية توفير خدمات الرعاية الصحية بنسبة 31 %، فقضية تحسين الحركة المرورية بنسبة 26 %.
ووفق الدراسة، فقد بلغ مستوى الشعور بالأمن للسكان أثناء تنقلاتهم على الطرق وتواجدهم في الأماكن العامة 98 %، مما يؤكد تقدير المشاركين لقدرة الجهات الأمنية على توفير السلامة العامة بالمدينة. كما رصدت الدراسة، تحقيق قفزات في مستوى الرضا بين السكان حول قضايا: تحسين وسائل النقل العام، وزيادة الحدائق والمرافق الترفيهية في المدينة، في الوقت الذي سجلت فيه ارتفاعاً في مستوى أهمية قضايا: توفير الحدائق العامة ومرافق الترفيه، والهجرة، والاتصالات.
مخطط شامل لتحقيق مفهوم «الرياض.. مدينة ذكية»
كما أقر الاجتماع مخرجات المخطط الشامل لتحقيق مفهوم «الرياض.. مدينة ذكية»، الذي يهدف إلى توسيع نطاق استخدام الحلول التقنية لنظم المعلومات والاتصالات في مختلف جوانب الحياة في المدينة، بما يساهم بمشيئة الله، في تيسير حياة السكان، ورفع مستوى جودة الخدمات، وتحسين جاذبية المدينة الاستثمارية، وتيسير تبادل البيانات والمعلومات.
ويرتكز المخطط على تحقيق أحد عناصر الرؤية المستقبلية لـ»المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض» الذي تضمن: تحويل الرياض إلى مركز إشعاع ثقافي وعلمي رائد، ومركز للمعرفة في الأبحاث العلمية والتقنية، في الوقت الذي ينسجم فيه مع توجهات (رؤية المملكة 2030) بتصنيف ثلاثة مدن سعودية بين أفضل 100 مدينة في العالم، تكون على رأسها مدينة الرياض، حيث يُعدّ تطبيق مفهوم «المدينة الذكية» أحد أُسس هذا التصنيف، وأحد متطلباته الأساسية. واشتمل المخطط الذي أعدته الهيئة العليا بالشراكة مع 12 جهة حكومية معنية من القطاعين العام والخاص، على حصر وتقييّم البنية التحتية التقنية في المدينة، ودراسة الإجراءات والمعايير والتجارب والمبادرات المبتكرة المطبقة في معظم المدن الذكية حول العالم، وتحديد أفضل الخدمات والممارسات التقنية التي تنسجم مع خصائص مدينة الرياض. وتضمن المخطط تصميم «منصة للمدينة الذكية Smart City platform» تحتوي بنية تقنية حديثة وأدوات ربط سريعة ومصادر معلومات مفتوحة، تساهم في تحقيق التكامل فيما بين الخدمات التقنية القائمة، وتتولى إطلاق عدد من المبادرات والتطبيقات التي تلبي احتياجات سكان وزوار المدينة.
خطة عمل تضم 100 مبادرة وخدمة
كما وضع المخطط خطة عمل، تضم أكثر من 100 مبادرة وخدمة مقترحة، تغطي قطاعات: الاقتصاد، النقل، البيئة، المجتمع، المعيشة، والحوكمة، وتشارك في تنفيذها كافة الجهات ذات العلاقة من القطاعين العام والخاص. ومن الأمثلة على هذه المبادرات والخدمات المقترحة:
- خريطة المدينة التفاعلية: توفر بيانات عن مختلف القطاعات لدعم أعمال التخطيط والإدارة.
- تطبيق المواقف الذكية: يوفر معلومات عن مواقف السيارات ومدى توفرها وتكلفتها وخيارات الدفع.
- تطبيق العدادات الذكية: يقدم معلومات فورية عن معدلات استهلاك المستخدمين من الخدمات.
- خدمة اللافتات الرقمية: تعرض المعلومات عبر شاشات رقمية تفاعلية في الأماكن العامة.
- خدمة التسوق الذكي: تقدم خدمات التسوق الافتراضي في محطات القطار والأماكن العامة.
مشروع إدارة الإشارات المرورية
وفي جانب متصل، اطلع الاجتماع على سير العمل في تنفيذ مشروع إدارة الإشارات المرورية والتحكم بها في مدينة الرياض الذي تقوم عليه الهيئة العليا بالتنسيق مع أمانة منطقة الرياض ومرور منطقة الرياض، ويشتمل على تطبيق أحدث أنظمة النقل الذكي وبرمجة الإشارات المرورية في المدينة، عبر نظام (ترانسويت Transsuite) الذي يتحكم بشكل مباشر في عدد كبير من التقاطعات المرورية يصل إلى 12 ألف تقاطع في آن واحد، ويجري استخدامه في عدد كبير من كبرى مدن العالم مثل: نيويورك، ومونتريال، وتورنتو، وهونج كونج، وغيرها.
ويتولى النظام استقبال المعلومات المباشرة لحركة السيارات على الطرق في مدينة الرياض، عبر 1400 رقمية خاصة بالعدّ المروري، و350 كاميرا رقمية للمراقبة المرورية، وأجهزة التحكم التي يتم تزويد الإشارات المرورية بها في المدينة، حيث يعمل النظام على تحليل هذه المعلومات بسرعة فائقة، ويحدد التوقيت الآني لكل إشارة مرورية، ينظّم تزامنها وتتابعها بما ينسجم مع تغير معدلات الحركة المرورية طوال ساعات اليوم في جميع التقاطعات المشمولة بالنظام في المدينة. وبمشيئة الله، سيساهم النظام في زيادة فاعلية أداء شبكة الطرق في المدينة ورفع مستوى انسيابية الحركة المرورية عليها، وذلك من خلال تشغيله خاصية تتابع الإشارات أو ما يعرف بـ «الموجه الخضراء» على بعض المحاور الرئيسة في المدينة، وقدرته على تشخيص حالة الطرق بحسب ما يطرأ على كثافتها المرورية من تغييرات، مثل الحوادث المرورية والتغيرات المناخية، كما يعطي النظام الأولوية لحركة كل من مركبات الطوارئ أو حافلات النقل العام، إلى جانب اشتماله على 175 كاميرا متخصصة بقراءة جميع لوحات المركبات، يتم نشرها على طرق المدينة لمتابعة الحركة المرورية بشكل مباشر، ورصد المركبات المطلوبة أمنياً.
كما يقدم النظام تقارير دورية حول الحركة المرورية في المدينة، تشمل: عدد المركبات، ومعدلات السرعة، إضافةً إلى قدرة النظام على التعرف والتنبيه المباشر بأعطال الإشارات على التقاطعات، والتحكم في إدارة اللوحات الإرشادية على الطرق.
وقد جرى حتى الآن إنجاز وتشغيل 185 تقاطعاً من بين 350 تقاطعاً يشتمل عليها المشروع في المدينة، كما سيتحكم النظام بـ 70 تقاطع خاصاً بحركة الحافلات ضمن مشروع النقل العام، ليصل العدد الإجمالي للتقاطعات المشمولة بالنظام 420 تقاطعاً في المدينة، يكتمل إنجازها بنهاية العام المقبل بمشيئة الله. وفي الإطار ذاته، استعرض الاجتماع نتائج اجتماع اللجنة التنفيذية للنقل بمدينة الرياض، الذي عقد في يوم الثلاثاء 10 جمادى الأولى 1438هـ، بمقر الهيئة العليا بحي السفارات، والذي ناقش عدداً من الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، واتخذ عدداً من القرارات بشأنها، من بينها:
- التأكيد على أهمية مشروع تطوير الضلع الشرقي والضلع الجنوبي من الطريق الدائري الثاني، وحاجة المدينة الشديدة للمشروع من النواحي المرورية والحضرية.
- دراسة الحلول والبدائل لمُعالجة الازدحام المروري في الجسر المُعلَّق بوادي لبن.
- مُراجعة تصميم تقاطع طريق الصحابة مع طريق الدمام.
- دراسة طريق العروبة من تقاطع طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول حتى طريق الملك خالد.
تواصل أعمال تنفيذ مشروع قطار الرياض في أكثر من 225 موقعاً
كما استعرض الاجتماع، سير العمل في تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض - القطار والحافلات، حيث يجري العمل حالياً على تنفيذ مشروع قطار الرياض، في أكثر من 225 موقعاً على امتداد مسارات خطوط الشبكة الستة الممتدة بطول 176 كيلومتراً في مختلف أرجاء المدينة، وبلغت نسبة الإنجاز في المشروع حتى الآن 54 % بحمد الله. وتتواصل أعمال تنفيذ مشروع قطار الرياض في كافَّة عناصره ومكوناته، إذ جرى حتى الآن إنجاز 60 كيلو متراً من أعمال الجسور، و44 كيلومتراً من أعمال الأنفاق، و20 كيلو متراً من أعمال المسارات على سطح الأرض، في الوقت الذي تتواصل فيه الأعمال الإنشائية في كافة محطات المشروع الـ85، وفي جميع مراكز المبيت والصيانة السبعة، ووصول الدفعة الأولى من عربات القطارات، فيما تستكمل الاختبارات المصنعية لبقية العربات تمهيداً لنقلها إلى مدينة الرياض تباعاً بمشيئة الله تعالى.
انطلاق أعمال تصنيع الحافلات
وضمن مشروع حافلات الرياض، الذي يشتمل على تنفيذ شبكةٍ متكاملةٍ ومُتعددة المستويات من الحافلات، تضم 24 مساراً بطول إجمالي يبلغ 1230 كيلومتراً، انطلقت أعمال تصنيع الحافلات من قبل شركتي «مرسيديس» و«مان» الألمانيتين، في الوقت الذي تتواصل فيه أعمال توريد وتركيب أنظمة الاتصالات ومعلومات الرحلات للمشروع من قبل شركة ترابيزي السويسرية. كما يجري العمل ضمن المشروع على استكمال أعمال تنفيذ المرحلة الأولى من البُنية التحتية لمسارات الحافلات ذات المسار المخصص BRT في كلٍ من: طريق حمزة بن عبدالمطلب، وطريق ديراب، وطريق الخرج، وطريق الأمير محمد بن عبدالرحمن، في الوقت الذي انطلقت فيه الأعمال التحضيرية لتنفيذ تعديلات الطرق في كل من المرحلتين الثانية والثالثة، وتنفيذ أعمال المحطات ضمن المشروع والبالغ عددها 7600 محطة توقف وانتظار.
ترسية عقود تنفيذ مشروع المياه الأرضية في 4 أحياء
وعلى صعيد آخر، وافق الاجتماع على ترسية عقود تنفيذ مشروع تخفيض منسوب المياه الأرضية في أحياء: (لبن) و(طويق) و(الدار البيضاء)، والمنطقة المحيطة بـ(مقبرة المنصورية)، وذلك ضمن «برنامج السيطرة على مشكلة ارتفاع منسوب المياه الأرضية ومعالجة آثارها» الذي تقوم عليه الهيئة العليا، ويشتمل على تنفيذ شبكات لمعالجة ارتفاع منسوب المياه الأرضية في الأحياء المُتضررة بمدينة الرياض.