د.علي القرني
مضطراً أن أكتب عن صحيفة جامعية ذات ريادة بين الصحف الجامعية في المملكة وفي العالم العربي، وهي صحيفة (آفاق) التي تصدر عن جامعة الملك خالد بأبها. والهدف من مثل هذه الكتابة ليس الترويج لها، فهي صحيفة ذات انتشار واسع، ولكن الهدف هو تسليط الضوء على هذا النموذج الاستثنائي من بين الصحف الجامعية في الوطن العربي.
فلسفة صحيفة آفاق تختلف عن باقي الصحف الجامعية، فهي ليست صحيفة علاقات عامة للجامعة، بل تعدت ذلك لأن تكون صوت الجامعة الذي يعكس مختلف أنواع وأشكال الحراك العلمي والبحثي والمجتمعي. وهذه الفلسفة التي انتهجتها هذه الصحيفة منذ انطلاقها قبل خمس سنوات وإلى الآن وإلى المستقبل هي التي جعلت منها صحيفة جامعية لكافة شرائح المجتمع الجامعي. والجميع يعرف ويفرق بين صحيفة علاقات عامة وبين صحيفة مهنية تقدم تجربة مهنية كبيرة في عملها الصحافي.
وخلال هذا العام انتقلت صحيفة آفاق إلى مرحلة جديدة استثنائية في مفاهيم العمل الصحافي بتطوير نوعي ارتقى بها إلى درجة عالية من المهنية وتنوع المحتوى، جعل منها أن تكون صحيفة مقروءة بمعنى الكلمة، وهذا ما لمسه القراء في ردود أفعالهم تجاه مرحلة التطوير الجديدة التي خطت بالصحيفة إلى خطوات مستقبلية غير مسبوقة في أي صحيفة جامعية أخرى في الجامعات العربية.
وكان السؤال المحوري في التطوير هو كيف يمكن أن تقدم الصحيفة محتواها التحريري؟ وتركزت الإجابة على عدة نقاط:
1. الابتعاد عن الإنشائية تماما، وهذا هو داء كثير من الصحف الجامعية وغيرها حيث تقديم مادة إنشائية ينعكس على ردة فعل سلبية لدى القارئ.
2. صناعة المادة من الداخل وليس انتظار المادة أن تأتي إليك، والجميع يعرف أن المادة التي تأتي إليك هي مادة موجهة من إدارات أو وحدات العلاقات العامة وتتجه في خدمة تلك الجهات وإلإدارات.
3. تقديم مادة جديد تضاف إلى خلفية الموضوعات التي تقدمها الصحيفة، من خلال استقصاء أبعاد جديدة في الموضوع وتقديمه بشكل مركز وبإضافات نوعية للموضوع.
4. الشكل الفني الذي يتم فيه تقديم المادة التحريرية هو شكل وظيفي مهني متقدم جدا في مجال الإخراج الصحافي، وهذا ما جعل كل موضوع يأخذ مكانته المناسبة في تعزيز مستوى الرؤية لدى القارئ.
وصحيفة آفاق من أهم ما يمزيها أنها صحيفة ذات رؤية واضحة، فهي صحيفة جامعة الملك خالد، ولكن جامعة الملك خالد هي جامعة من بين الجامعات السعودية، وهذا ما ينعكس في صفحات تعكس التطور وملامح التجديد في الجامعات السعودية والتعليم العالي في المملكة. وأي تميز في جامعة سعودية أو استحداث لبرامج جديدة ينعكس في صحيفة آفاق. ونفس الشي يقال عن الجامعات العالمية، حيث تقدم الصحيفة أخبارا وتقارير عن الجامعات الكبرى في العالم بما تحتويه من إنجازات علمية وتميز هيكلي في إداراتها، ونشاطاتها البحثية ذات الطابع العالمي.
ومفهوم الصفحة الأولى في صحيفة آفاق ليس كباقي الصحف الجامعية الأخرى، حيث تم تثبيت حضور الطالب الجامعي على الصفحة الأولى بصفة منتظمة، من خلال تميز الطالب أو الطالبة بجهده التحصيلي أو الابتكاري أو المجتمعي. كما على الصفحة الأولى يوجد أهم حدث علمي عالمي في أي موضوع من موضوعات البحث والدراسة في مختلف التخصصات، وعادة ينعكس هذا الحدث في تفكير جديد ونوعي في الموضوع.
أما توزيع وانتشار الصحيفة فهي الصحيفة الجامعية الأولى في التوزيع والانتشار بخمسة وأربعين ألف نسخة أسبوعيا، ليس فقط على مستوى منطقة عسير أو المنطقة الجنوبية فحسب، بل تعدى ذلك إلى كافة مناطق وجامعات المملكة ومختلف مؤسسات التعليم والإعلام، وهناك توزيع تجاري كبير لها وخاصة في مناطق عسير ومدينتي الرياض وجدة. وهذا النموذج نعرضه هنا ليس للتروج لصحيفة آفاق، ولكن بهدف تسليط الضوء على هذا النموذج ليصبح نموذج محاكاة بين الصحف الجامعية في المملكة والوطن العربي.