فهد بن جليد
أكثر ما أعجبني في بيان هيئة الترفيه مع اكتمال (عامها الأول)، احتواؤه على أرقام إحصائية، لأن (لغة الأرقام) هي باب الإقناع الأول لإثبات نجاح العمل والمضي قُدماً نحو تحقيق الأهداف، وهو بمثابة كشف (حساب شُجاع ) أمام المُتفقين والمُختلفين معك في ذات الوقت. الهيئة تقول إنَّ القطاع الترفيهي الذي دعمته ساهم في توليد 2.05 ريال مقابل كل ريال ينفق في إقامة كل نشاط ترفيهي، مما يعني تدوير ملايين الريالات في قطاع الترفيه المحلي بدلاً من صرفها للخارج، وهذا أمر رائع ومُفرح ويدعو للتفاؤل ويدل على النجاح، ولكن هل يُمكننا الجزم بأنَّ كل هذه المبالغ التي دُفعت في الداخل كانت ستُصرف في الترفيه الخارجي؟ بمعنى هل لدى الهيئة دراسة تؤكد انكماش السفر للخارج من أجل الترفيه خلال هذه المُدة لصالح الترفيه الداخلي فعلاً؟ أم أنَّ هذه مبالغ طبيعية تم صرفها نتيجة توفر محاضن ترفيهية محلية للمواطن العادي الذي كان يفتقر لها أصلاً، ومازال هناك عمل وجهد كبير يجب فعله لجذب عشاق الترفيه الخارجي؟ وكم نسبة ما صُرف منها للفرق الأجنبية والعربية التي قدمت العروض مع نقص الفرق السعودية؟ والتي يمكن اعتبارها أموالاً مُهاجرة للخارج أيضاً؟ وبالمُناسبة هذا لا يعني أبداً التقليل من نجاح الهيئة في عامها الأول والذي تُشكر عليه.
وبالحديث عن توفير الهيئة نحو 20 ألف فرصة عمل -حتى الآن- في هذا القطاع بعد سبعة أشهر فقط، علينا البحث عن إجابة للسؤال التالي هل فُرص العمل هذه دائمة ومُستمرة، أم أنَّها فُرص عمل مؤقتة ومُرتبطة بوقت كل فعالية؟ وهو ما يتطلب إيجاد معهد أو مركز تدريبي تُشرف عليه الهيئة من أجل إعداد وتدريب وتأهيل الكوادر السعودية القادرة من الجنسين على تنظيم وإدارة مثل هذه الفعاليات، ليكونوا فرق عمل محلية مُساندة جاهزة يُمكن أن يستعين بها مُنظموا الفعاليات، وبما يضمن رفع الكفاءة واستمرارية المُشاركة وبالتالي كسب الخبرة والتأهيل الدائم للانخراط بجدية في هذا القطاع، وعلى الجانب الآخر تشكيل وتدريب وتأهيل ودعم الفرق الاستعراضية السعودية من أجل التقليل تدريجياً من الاعتماد على الفرق الأجنبية التي هي ضرورة في المرحلة الأولى، ولكن يمكن التخفيف منها في المراحل الزمنية اللاحقة لصالح شبابنا، مع تأهيل البنية التحتية المُناسبة واللازمة لذلك.
في تويتر أطلقوا وسم # عام_من _السعادة، والحقيقة أنه (العام الأول للبحث عن السعادة) الذي تُشكر فيه هيئة الترفيه بحق على كل ما فعلته وقدمته وبذلته خلال هذا العام من أجل إسعادنا وتعريفنا بالمعنى الحقيقي لعملها -رغم التباين الواضح- حول مفهوم الترفيه ومكاسبه، الذي مازلنا في انتظار المزيد منه في المُستقبل.
وعلى دروب الخير نلتقي.