د. خيرية السقاف
الملحمة على زاوية الطريق المؤدي إلى عملها تحرضها أن توجه عينيها بعيداً عنها!..
الملحمة تتدلى داخلها جثامين ذبائح معلّقة, ملفوفة في أكفانها البيضاء
الملحمة بحيطانها الزجاجية الصقيلة, بأنوارها المشعة, بنظافتها الملفتة تستجلب غثيانها!..
الملحمة التي يدخلها القاصدون, ثم يدلفون خارجها وقد تقلصت أعداد الذبائح المعلّقة فيها,
تربك طمأنينتها!..
الملحمة ذات المنصات السيراميك الصقيلة يقف خلفها القصابون نظيفي الثياب,
لا قطرة دم تلوثهم, بينما السكاكين توغر في اللحم تستفز كمونها!!
الملحمة علامة استفهام في السلوك البشري
بؤرة حيرة في الاعتيادي
نبضة جارحة في الغريزة
محطة فاصلة في الدلالة
حقيقة في التكوين!!..
كلما مرَّت بها داهمتها لواعج تتضارب في الحيرة!!..
زجَّها هروبٌ للحياة بقطرة ماء !!..
حرَّضها خلوصٌ من التصاغر بعوْفٍ الزاد !!..
أغرقها غوصٌ مفاجئ في المفارقة بالسؤال !!
أخذها توجُّه مقصود نحو طريق آخر يؤدي لأي الدروب
إلا أن يمر بالملحمة!!..