جاسر عبدالعزيز الجاسر
إجابات الأمير محمد بن سلمان في اللقاء التلفزيوني أبهرت كل من تابعه، فالمواطن اطمأن لما حوته إجابات الأمير من وضوح وشفافية ولما تضمنته من تأكيد لما يسعى إليه المواطنون وكل من يحب هذه البلاد وبالذات العرب الشرفاء الذين ظلوا أنقياء وأصلاء رغم كل حملات المؤدلجين من أتباع الأحزاب والمذاهب المعادية من اليسار أو اليمين من قوميين شوفينيين أو متأسلمين ارتدوا عباءات الدين والمذهب لترويج أفكارهم المتطرفة، فجاءت إجابات الأمير محمد بن سلمان لتفضحهم وتكشف من يسيرون خلفهم.
في إجابته عن مواجهة التمرد في اليمن وكيفية إنهاء سيطرة الانقلابيين من الحوثيين وأتباع علي صالح ومبررات القيام بمواجهة هؤلاء المتمردين، حمل الرد يقين الإجابة وصدق المسعى الذي يعيه ويتوافق معه الإنسان السعودي والعربي والمسلم، فالتصدي لعصابة الحوثيين وخيانة علي عبدالله صالح وأتباعه وإن كان واجباً شرعياً وقومياً لإجهاض محاولات هذه العصابة بنشر الفتن الطائفية وتشويه العقيدة الإسلامية، إلا أنه واجب وطني وأمني وتصدٍّ شرعي للمملكة العربية السعودية التي تُستهدف أمنياً ووجودياً من أحد أذرع الإرهاب الإيرانية.
التصدي ومواجهة عدوان عصابة الحوثي وأتباع فلول علي عبدالله صالح واجب وقائي تفرضه عقيدة الدفاع عن الوطن، وبدلاً من أن ننتظر كسعوديين أن تصبح مدننا وأراضينا مسرحاً لعمليات ومعارك نتيجة عدوان العصابة الحوثية، وأن تفتح طريق شر وتمهد لأذرع ملالي إيران الإرهابية ويكونوا جسراً لوصول أشرارهم من المليشيات والعصابات الطائفية مثلما فعلوا في سورية والعراق، كان لا بد من مواجهتهم في ملعبهم والميدان الذي صنعوه بدعم من أعداء اليمن والعرب والمسلمين، وهكذا كان، وهو الإجراء السليم والتصرف الحكيم، ولأن شرورهم واضحة وعدوانهم مقدمة لاستكمال حصار وتطويق الدول العربية الإسلامية المتمسكة بالعقيدة الصافية، وأن الاستيلاء على اليمن مقدمة لإيذاء السعودية ودول الخليج العربية، فقد تكاتف المستهدفون من أبناء الجزيرة العربية والخليج وساندهم المسلمون أصحاب العقيدة الصافية ليتكون تحالف عربي إسلامي لإجهاض مخطط أعداء المسلمين.
هذا التحالف الذي يشكل جيشاً وقوة عسكرية ضاربة كان في إمكانه إنهاء تمرد عصابة الحوثيين وأتباع علي عبدالله صالح، إلا أنه وكما أوضح الأمير محمد بن سلمان في حواره الذي نتكلم عنه، ينتج عنه عدد كبير من الضحايا سواء في صفوف القوات السعودية وقوات الشرعية والقوات العربية الإسلامية المساندة، إضافة إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين اليمنيين الذين يستعملهم الحوثيون كدروع يحتمون بهم، إضافة وكما أوضح الأمير محمد بن سلمان إلى «أن الوقت لصالح دول التحالف لأنها قوات لديها إمداد على عكس عصابات الحوثيين التي تراجعت سيطرتها على الأراضي اليمنية إلى 15 في المائة فقط، بعد أن كانت قد استولت بعد انقلابها وتواطؤ قوات علي عبدالله صالح على كامل الأراضي اليمنية».
إذن عامل الوقت.. أو كما يسمونه في الاستراتيجية «سياسة النفس الطويل» هي المعتمدة في إنهاء تمرد عصابة الحوثيين، ومثلما صبرنا وتحملنا عبء رفع الظلم عن اليمنيين، وصد الاعتداء على أرضنا ووطننا علينا أن نصبر.. نصبر قليلاً بانتظار تنظيف الأرض العربية من رجس عملاء من يسعون لتخريب الإسلام وإيذاء المسلمين.