رجاء العتيبي
إلى متى والهلال بطل؟ هذا السؤال ليس سؤالا انحيازيا لا مع ولا ضد، وإنما هو سؤال يشير إلى ثبات الأندية السعودية: بعضها في المقدمة باستمرار وبعضها في المؤخرة باستمرار، منذ أن بدأت الرياضة لدينا والحال كما هو، أربع أندية تتصدر المشهد الرياضي يأتي في مقدمتها الهلال، فيما البقية: ما برحت في المؤخرة أو على أقل تقدير في الوسط.
الهلال ما زال يحظى بأرقام قياسية طوال مسيرته التي تجاوزت نصف القرن: على مستوى الجماهير، البطولات، الأهداف، الإنجازات العالمية... إلخ. فيما القلة من الأندية تنافس الهلال بشراسة، ولكن الكثير منها لا يمكن أن يصل إلى منجزات الهلال ولا بعد قرن من الزمان.
لا أمتدح الهلال ولكن أتعجب من بقاء أندية مثل: النهضة، والقادسية، والرياض ما زالت في مكانها أو تراوح بين الدرجة الأولى والدرجة الممتازة، أما على مستوى الجماهير فإن الهلال ينضم إليه أجيال بالآلاف، فالذين حضروا مباراة التتويج الخميس الماضي معظمهم من مواليد التسعينيات الميلادية، هذا يعني أن الجماهير الجديدة ورثت من عائلتها حب الهلال، في صورة لا تتكرر في أي ناد آخر سوى الأربعة الكبار: النصر، الأهلي، الاتحاد، ولكن بنسبة توريث أقل.
مازال الهلال حتى اليوم: هو الأكثر جماهيرية، الأكثر إثارة، الأكثر أموالا، ولكن أين الشباب؟ أين جماهيره؟ أين نجومه؟ لماذا بقي الوضع على ماهو عليه رغم تحقيقه لعدد كبير من البطولات، لماذا بقي بدون جمهور يهز المدرجات حتى الساعة؟ وقس على ذلك مع أندية الوسط والمؤخرة.
مازلت أطرح سؤال الثابت والمتحول عن مواقع الأندية الرياضية على بعض الزملاء كلما حانت الفرصة معهم، لا إجابة محددة، وجهات نظر متباينة، بعضها عاطفي، فيما البعض لم يستوعب السؤال لهيمنة التعصب الرياضي على مفاصل جسده.
ما الذي يمنع أن يكون نادي الرياض على سبيل المثال بطلا بحجم الهلال اليوم، مالذي منعه كل هذه السنين أن يكون ذلك النادي، وكذلك الحال للوحدة، وهجر، والمجزل، أما نادي رمحين فكل ما أنجزه أن غير اسم النادي إلى (أشيقر)....
لا ندري لماذا لم يتغير حال الأندية طوال الثلاثين السنة الماضية، هل رضي كل ناد بوضعه الراهن؟ أم أن ضعف الإدارة هو السبب؟ أم قلة الموازنة، أم غياب قائد مؤثر، أم غياب الرؤية والطموح، لا أحد يستطيع الإجابة عن هذا السؤال، ليس لأنه سؤال صعب، ولكن الكثير يرى أن الإجابة ذاتها هي الصعبة.
ربما تهيئة كل الظروف لتكون (أندية الظل) منافسة وبطلة وجماهيرية،مثل محاولة تهيئة ظروف قرية نائية في الربع الخالي لتصعد للقمر. لهذا سيبقى الهلال بطلا على مر الزمان.